وقت القراءة: 7 دقائق
يعد البوتاسيوم من أهم المعادن الأساسية للصحة، حيث يقوم بالعديد من الوظائف، وأبرزها تنظيم توازن سوائل الجسم، وكذلك تنظيم ضربات القلب، وتعزيز العضلات والأعصاب، وهو ضروري لتوليف البروتين واستقلاب الكربوهيدرات.
والبوتاسيوم هو أحد العناصر الكيميائيّة ويرمز له بالحرف K وعدده الذرّي ١٩. ينتمي العنصر في الجدول الدوري إلى مجموعة الفلزّات القلوية، إذ هو ثالث عناصر المجموعة الأولى، كما يقع ضمن عناصر الدورة الرابعة. البوتاسيوم فلزٌّ يمتاز بلونه الأبيض الفضّي، وهو طري بالشكل الكافي بحيث يمكن قطعه بسكّين. يتفاعل البوتاسيوم بسرعة مع الأكسجين الموجود في الهواء الجوّي لتتشكّل عليه طبقة رقيقة من بيروكسيد البوتاسيوم الأبيض بعد ثوانٍ من التعرّض. يشبه البوتاسيوم في خواصّه الكيميائية عنصر الصوديوم الذي يسبقه في مجموعة الفلزّات القلوية بشكل كبير، وذلك من حيث طاقة التأيّن ونمط التفاعلات الكيميائية. فالبوتاسيوم العنصري يتفاعل على سبيل المثال بشكلٍ عنيف مع الماء أيضاً مولّداً كمّية كافية من الحرارة لإشعال غاز الهيدروجين الناتج عن التفاعل، ومحترقاً بلهبٍ ليلكي.
يعدّ البوتاسيوم ذا أهمّية حيوية لجسم الإنسان على كافّة مستويات الخلايا في الجسم، فهو إلى جانب الصوديوم في مضخّة الصوديوم والبوتاسيوم، والتي تساعد في الحفاظ على جهد الراحة ونقل الإشارة وتنظيم أداء الخلية بشكل طبيعي.
وتعتبر حاجة الإنسان للبوتاسيوم سواء الذكور أو الإناث الأقل من ٩ سنين، حيث تبلغ التناولات الكافية من البوتاسيوم مقدار: ٤٠٠ ملغم للرضع من عمر ٠-٦ أشهر؛ ٦٨٠ ملغم للرضع من عمر ٧-١٢ شهر؛ ٢٠٠٠ ملغم للأطفال من عمر ١-٣ سنين؛ ٢٣٠٠ ملغم للأطفال من عمر ٤-٨ سنين.
للذكور البالغين ٩ سنين فما فوق، تبلغ التناولات الكافية من البوتاسيوم مقدار: ٢٥٠٠ ملغم للأطفال من عمر ٩-١٣ سنة؛ ٣٠٠٠ ملغم للمراهقين من عمر ١٤-١٨ سنة؛ و ٣٤٠٠ للذين أعمارهم من ١٩ سنة أو أكبر.
للإناث البالغات ٩ سنين فما فوق، تبلغ التناولات الكافية من البوتاسيوم مقدار: ٢٣٠٠ ملغم للفتيات من عمر ٩-١٨ سنة؛ ٢٦٠٠ ملغم للنساء البالغات أعمارهن ١٩ سنة أو أكبر.
للنساء الحوامل والمرضعات، تبلغ التناولات الكافية من البوتاسيوم مقدار: ٢٦٠٠ ملغم للنساء الحوامل من عمر ١٤-١٨ سنة؛ ٢٩٠٠ ملغم للحوامل اللاتي أعمارهن ١٩ سنة أو أكبر.
البوتاسيوم لا ينتج بشكل طبيعي في الجسم، لذلك من المهم استهلاك التوازن الصحيح بين الأطعمة والمشروبات الغنية بالبوتاسيوم، فاستهلاك كمية قليلة من البوتاسيوم يمكن أن يؤدي إلى عواقب صحية خطيرة، ومع ذلك يمكن أن يتسبب الإفراط في تناوله المشاكل الصحية المؤقتة أو طويلة الأجل. تحافظ الكليتين السليمتين على مستويات البوتاسيوم الطبيعية في الجسم، لأنهما يزيلان الكميات الزائدة عن طريق البول.
من أهم فوائد البوتاسيوم للجسم:
– يساعد البوتاسيوم في خفض فرص الإصابة بالسكتة الدماغية
يعتبر ارتفاع ضغط الدم أحد عوامل الخطر الرئيسية للإصابة بالسكتة الدماغية، وهذا يعني ارتباط مستويات البوتاسيوم في الجسم بانخفاض حدوث السكتة الدماغية. حيث إن حصول الجسم على حاجته من البوتاسيوم يضمن الحفاظ على ضغط الدم ووقايته من الارتفاع مما يحمي من الإصابة بالسكتة الدماغية.
– يحافظ البوتاسيوم على صحة العظام والعضلات
يؤدي انخفاض مستويات البوتاسيوم في الجسم إلى حدوث مشاكل بالعظام، وتعود فائدة البوتاسيوم بدوره الأساسي في تقليل كمية الكالسيوم التي يفقدها الجسم وبالتالي قد يساعد في منع هشاشة العظام.
وتساهم الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم بالحفاظ على البيئة القلوية في الجسم التي تزيد من كثافة العظام، على عكس دور البيئة الحمضية التي تسبب إفراز النيتروجين وفقدان كثافة المعادن في العظام وضعف العضلات.
– يساهم البوتاسيوم في الوقاية من حصوات الكلى
يعتبر الكالسيوم من المعادن الشائعة في حصوات الكلى، والحصوات عبارة عن كتل من المواد التي تتكون في البول. ويمكن أن يساعد البوتاسيوم في الوقاية من حصوات الكلى؛ لأن سترات البوتاسيوم تساعد على تخفيض مستويات الكالسيوم في البول والوقاية من تكون الحصى في الكلى.
– يقلل البوتاسيوم من احتباس الماء في الجسم
يستخدم البوتاسيوم في علاج احتباس الماء بالجسم؛ وذلك لأنه يساعد على زيادة إنتاج البول وخفض مستويات الصوديوم في الجسم، فعندما ترتفع نسبة الصوديوم في الجسم سوف يصاب بالوذمة أو احتباس الماء الذي يمكن أن يؤدي إلى تورم في بعض أجزاء الجسم.
يلعب البوتاسيوم دورًا هامًّا في تنظيم مستويات ضغط الدم في الجسم، إذ يساعد البوتاسيوم على خفض ضغط الدم المرتفع والحفاظ عليه ضمن مستويات صحية، من خلال قيامه بما يأتي:
يضعف البوتاسيوم تأثير الصوديوم على مستويات ضغط الدم، إذ يعمل البوتاسيوم على تحفيز طرد الصوديوم الفائض من الجسم عن طريق البول، فإن لم يقم الجسم بالتخلص من الصوديوم الزائد، قد يتسبب هذا في ارتفاع ضغط الدم.
كما يخفض البوتاسيوم الضغط المفروض على جدران الأوعية الدموية المنتشرة في الجسم، مما يساهم في خفض مستويات ضغط الدم المرتفع.
ومن الأمور الهامة حول العلاقة بين البوتاسيوم والضغط :
قد يسبب انخفاض مستويات البوتاسيوم في الجسم عن معدلها الطبيعي في تحفيز الإصابة بارتفاع ضغط الدم، إذ قد يتسبب تدني مستويات البوتاسيوم بتحفيز الجسم ليقوم بإعادة امتصاص الأملاح التي حاول التخلص منها في وقت سابق.
قد تتسبب بعض أنواع الأدوية المستخدمة في علاج ارتفاع ضغط الدم، مثل الأدوية المدرة للبول، في هبوط مستويات البوتاسيوم في الجسم، إذ تعمل بعض أنواع مدرات البول على تخليص الجسم من الصوديوم ونسبة من البوتاسيوم.
ولكن على عكس قد تتسبب أنواع أخرى من الأدوية المخصصة لعلاج ارتفاع ضغط الدم في رفع مستويات البوتاسيوم، مثل أدوية مثبطات رينين.
وللبوتاسيوم فوائد الأخرى لجهاز الدوران، إذ لا تقتصر فوائد البوتاسيوم لجهاز الدوران على تنظيم ضغط الدم، بل قد يساعد الحصول على حصة كافية من البوتاسيوم يوميًّا على:
– ينظم البوتاسيوم ضربات القلب
قد يساعد البوتاسيوم على تحفيز انتظام نبض القلب، وهو أمر قد يكون مفيدًا بشكل خاص للمرضى المصابين بمشكلات في نبض القلب.
– يخفض البوتاسيوم مستويات الكوليسترول
على عكس العلاقة بين البوتاسيوم والضغط والتي تعد علاقة مباشرة، لا تربط بين البوتاسيوم والكولسترول علاقة مباشرة، ولكن لوحظ أن الحميات التي تساعد على خفض مستويات الكوليسترول السيئ غالبًا ما تكون غنية بمصادر البوتاسيوم الغذائية.
– حماية القلب من الأمراض
يساعد الحصول على حصة كافية من البوتاسيوم على خفض فرص إصابة جهاز الدوران بالعديد من الأمراض، مثل: النوبة القلبية، ومرض القلب التاجي.
يعتبر نقص البوتاسيوم مشكلة وهو أكثر شيوعاً في الأشخاص الذين:
– يستخدمون بعض الأدوية، مثل مدرات البول.
– الوظائف التي تتطلب جهداً بدنياً.
– الرياضيون الذين يمارسون الرياضة في المناخ الحار ويتعرقون بشكل مفرط.
– المشاكل الصحية التي تؤثر على امتصاص الجهاز الهضمي، مثل مرض كرون.
– اضطرابات الأكل
– التدخين
– الكحول أو المخدرات
تنقسم أعراض نقص البوتاسيوم إلى أعراض مبكرة ومتقدمة:
أعراض نقص البوتاسيوم المبكرة تشمل:
– ضعف في العضلات
– تعب
– دوخة والتشوّش
كما قد يؤثر نقص البوتاسيوم على الأعصاب والعضلات مما قد يؤدي إلى:
– اضطراب في دقات القلب.
– الإمساك بسبب ضعف قدرة العضلات على الحركة.
أعراض نقص البوتاسيوم الشديد
أما أعراض نقص البوتاسيوم الشديد في الحالات المتقدمة تشمل ما يأتي:
– ضعف عضلات قد يؤدي إلى شلل
– عدم القدرة على التنفس
ختامًا بعد معرفة فوائد البوتاسيوم والتعرف على أهم مصادره من المهم معرفة أنه يحذر تناول مكملات البوتاسيوم دون استشارة الطبيب وبعد التأكد من نقصه في الجسم، حيث أن زيادة مستوياته قد تؤدي إلى حدوث اختلال في نسب الأملاح.
دمتم بصحة.
تعليقات