الهرولة أم الركض: أي منهما يحرق الدهون أكثر؟

كتب بواسطة Nevert Badi
أبريل 29, 2024

وقت القراءة: 6 دقائق

الهرولة أم الركض: أي منهما يحرق الدهون أكثر؟

مقدّمة

عندما يتعلق الأمر بحرق الدهون والحفاظ على وزن صحي، من المهم جداً الانخراط في تمرين بدني بشكل مُنتظم. إنّ الهرولة والركض هي تمارين هوائية اكتسبت شعبية واسعة ويمكنهم مُساعدتك للتخلص من دهون الجسم الزائدة وتحسين صحة القلب والأوعية الدموية. ومع ذلك، يبقى السؤال: أي من هذين النشاطين أكثر فعالية في حرق الدهون؟ في هذه المقالة، سوف نكتشف الاختلافات بين الهرولة والركض ونحلل تأثير كل منهما على فقدان الدهون. ومن خلال فهم فوائد وآثار كل نشاط، يمكنك اتخاذ قرار واعي بشأن أفضل طريقة لتحقيق أهدافك في اللّياقة البدنية.

 

الهرولة: تحرق الدهون بشكل ثابت ومُستدام

الهرولة هي تمرين هوائي منخفض إلى متوسط الشدة ينطوي على الجري بوتيرة ثابتة. غالباً ما يُنظر إليه على أنه نشاط مُناسب للمبتدئين وخيار شائع للأشخاص الذين يسعون إلى تحسين مستوى لياقتهم البدنية بشكل عام. يستخدم الركض بشكل أساسي نظام الطاقة الهوائية، والذي يعتمد على إمداد ثابت من الأكسجين لإنتاج الطاقة. من خلال الحفاظ على وتيرة معتدلة في هذا التمرين، يمكنك أداء النشاط لفترات أطول، مما يُؤدي إلى حرق السعرات الحرارية لفترة طويلة.

من المزايا الأساسية للهرولة بهدف حرق الدهون، أنها تستخدم الدهون في الغالب كمصدر للوقود أثناء التمرين، إذ أنّه خلال الأنشطة الثابتة مثل الهرولة، يعتمد جسمك على الدهون المُخزنة في الجسم كمصدر أساسي للطاقة، مما يجعلها طريقة فعّالة لحرق الدهون الزّائدة. علاوة على ذلك، فإن للهرولة تأثير مُنخفض نسبياً على مفاصلك وإن احتمالية تسببها في إصابة قليلة مقارنةً بالأنشطة عالية التأثير مثل الركض.

 

الركض: يحرق الدهون بشكل مكثّف وفعّال

من ناحية أخرى، ينطوي الركض على وثبات سريعة من الجري عالي الشِّدة. يستخدم هذا التمرين اللاهوائي في المقام الأول نظام الطاقة ATP-PC أو (أدينوزين ثلاثي الفوسفات – فوسفوكرياتين)، والذي يوفر طاقة فورية دون الحاجة إلى الأكسجين. يُعرف الجري السريع بقوته البالغة وسرعته، مما يجعله خياراً مُحبباً للرياضيين والأشخاص الذين يسعون لمُمارسة دفعات سريعة من التمارين المُكثّفة.

على الرغم من أن الركض يحرق سُعرات حرارية أقل أثناء مُمارسته مقارنةً بالهرولة، إلا أنّه يُمكن أن يكون أكثر فعالية لفقدان الدهون على المدى الطويل، حيث يرفع الركض مُعدّل ضربات قلبك بشكل كبير، مما يُؤدّي إلى زيادة معدل الأيض حتى بعد انتهاء جلسة التمرين. إن هذه الظاهرة، المعروفة باستهلاك الأكسجين الزائد بعد التمرين (EPOC) أو الحرق بعد التمرين، تجعل جسمك يواصل حرق السُّعرات الحرارية والدهون بمعدل متسارع لساعات بعد الانتهاء من تمرين الركض.

بالإضافة إلى ذلك، فإنّ الركض يحفز إنتاج هرمون النمو والتستوستيرون، وكلاهما عامل مُهم لفقدان الدهون واكتساب العضلات. يُساعد الركض أيضاً على بناء كتلة عضلية خالية من الدهون، والتي يمكن أن تُعزّز عملية التمثيل الغذائي لديك وتزيد من قُدرة الجسم على حرق الدهون بشكل عام.

 

إيجاد التوازن: أفضل طريقة لفقدان الدهون

عند الاختيار بين الهرولة والركض لحرق الدهون، من الضروري مراعاة مستوى لياقتك الشخصية وأهدافك وحالتك الصحية العامة. بالنسبة للمبتدئين أو الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في المفاصل، غالباً ما تكون الهرولة خياراً أكثر أماناً واستدامة، إذ أنها تتيح ممارسة التمرين لمدة أطول، مما يُعزّز حرق الدهون مع تقليل خطر الإصابة.

من ناحية أخرى، إذا كُنت تتمتع بمستوى لياقة بدنية جيدة وتبحث عن طريقة فعالة لحرق الدهون، فإن دمج الركض في روتينك يمكن أن يكون مفيداً للغاية، إذ يُمكن أن تساعد إضافة فترات من الركض المكثف إلى فترات الهرولة، المعروفة باسم “التمرين المُتداخِل”، في زيادة فقدان الدهون مع تعزيز لياقة القلب والأوعية الدموية.

تجدر الإشارة إلى أن روتين التمرين الجيد يجب أن يتضمن مزيجاً من الهرولة والركض لجني الفوائد الكاملة. بالتناوب بين النشاطين، يمكنك تحدي أنظمة إمداد الطاقة المختلفة، ومنع الملل والجمود في التمرين، والحفاظ على روتين تمرين متنوع وممتع.

 

الأمور الأخرى التي يجب مراعاتها لفقدان الدهون

في حين أن الهرولة والركض فعّالان في حرق الدهون، من المهم أن تتذكر أن التمرين وحده ليس حلاً سحرياً، إذ يتأثر فقدان الدهون أيضاً بعوامل مثل التغذية والتوازن العام للسُعرات الحرارية وجودة النوم والسيطرة على الإجهاد. لتحسين قدرتك على حرق الدهون، ضع في اعتبارك هذه الاستراتيجيات وادمجها في أسلوب حياتك:

– اتبّع نظام غذائي متوازن ومغذي يدعم احتياجاتك من الطاقة ويوفر العناصر الغذائية الأساسية.

– اخلق عجزاً في السُعرات الحرارية عن طريق استهلاك سُعرات حرارية أقل مما تستهلكه من خلال التمارين والأنشطة اليومية.

– تأكّد من حصولك على قدرٍ كافٍ من النوم الجيد لدعم التعافي وتنظيم الهرمونات.

– تحكم في مستويات التوتر من خلال مُمارسة تقنيات الاسترخاء، مثل التأمُّل أو اليوغا.

الخُلاصة:

في الجدل بين الهرولة والركض لحرق الدهون، يقدم كلا النشاطين مزايا فريدة، إذ توفر الهرولة حرقاً مُستداماً وثابتاً للسُعرات الحرارية، من خلال استخدام الدهون في المقام الأول كمصدر للوقود. ومن ناحية أخرى، يُعد الركض تمريناً مكثفاً يُمكن أن يُؤدي إلى زيادة مُعدل الأيض والحرق بعد التمرين.

في النهاية، يعتمد أفضل أسلوب لفقدان الدهون على تفضيلاتك الشخصية ومستوى لياقتك وحالتك الصحية العامة. ويُمكن أن يوفّر الجمع بين كل من الهرولة والركض في روتين التمرين نهجاً شاملاً، مما يمثّل تحدياً لأنظمة الطاقة المختلفة وتحسين إمكانات حرق الدهون. تذكّر أن تُركّز على عوامل أسلوب الحياة الأخرى مثل التغذية والنوم والسيطرة على الإجهاد لتحقيق أهدافك المُتعلّقة بفقدان الدهون.

أفضل المكملات الغذائية والفيتامينات في العالم تحت سقف واحد

visit www.sporter.com Now

تعليقات

اترك تعليقاً

This site is registered on wpml.org as a development site.