وقت القراءة: 7 دقائق
تعتبر الخضار والفواكه أساس الغذاء الصحي والسليم، غير أن كثيراً منا يرغبون في تجنب استهلاك المبيدات السامة أو بقاياها طالما أمكنهم ذلك، حيث أن الكثير من المبيدات تشكل خطرا على الناس. وقد يهمل البعض غسل الخضراوات والفواكه قبل تناولها إذ يعتقدون أن خطر التسمم الغذائي المرتبط بها منخفض جداً إذا ما تم مقارنته بالأغذية الأخرى مثل اللحوم.
ارتبطت مبيدات الآفات والحشرات بعدد كبير من المشكلات الصحية، بما فيها تسمم الدماغ، والجهاز العصبي، وأمراض السرطان، والاضطرابات الهرمونية وغيرها. ولا شك في أن شراء الأغذية العضوية يساعد على تجنب الكيماويات السامة، ولهذا من الضروري العودة إلى الخضار والفواكه التي تزرع طبيعياً ومن دون أي مكملات أو هرمونات تساعدها على النمو، وتجنب قدر الإمكان الأنواع المعالجة جينيًا.
وجرت العادة أن يستخدم منتجو الفواكه والخضار وكذلك جمعيات المنتجين العديد من الطرق لحماية منتجاتهم من الفساد، ومن الطرق المستخدمة في ذلك تشميع الفواكه والخضروات قبل عرضها في الأسواق بهدف حمايتها وإطالة فترة تخزينها. ويساهم التشميع في حماية هذه المنتجات من الأمراض والحشرات، كما يحميها من فقد الماء الذي يعرضها للجفاف والتلف. ويساهم التشميع كذلك في تحسين المظهر الخارجي للثمرة.
إن أهمية غسل الفواكه والخضار تكمن في أن هذه المحاصيل تتعرض للتراب والغبار، والمبيدات الحشرية أو الأسمدة، وقد تتعرض للتلوث بالبكتيريا الضارة التي تنتقل لها من خلال الأتربة، مثل البكتيريا الإشريكية القولونية، أو تلوثها ببعض الطفيليات والديدان. كما عليك التشديد على ضرورة توجيه الأطفال بعدم تناول الفواكه دون غسلها، فبعض الأطفال للأسف يتناولون التفاح أو العنب أو الكمثرى دون غسلها جيدًا وهذا قد يسبب التعرض للتسمم الغذائي أو الإسهال أو الالتهاب المعوي.
ويُعد أفضل وقت لغسل الثمار هو مباشرة قبل الأكل أو قبل طهي المنتج، لذا يجب أن تتجنب الشطف ثم تخزين المنتجات وهي مشطوفة لأنها تخلق بيئة مثالية ورطبة لنمو البكتيريا. كما قد تتسبب الرطوبة الزائدة في تلف الفواكه والخضراوات بسرعة أكبر وتقصِّر عمرها بشكل حاد ما يسبب العفن والإهدار.
– تلوث الخضراوات والفواكه بالتراب والغبار
– تلوثها ببكتيريا ضارة تنتقل لها من خلال الأتربة، مثل البكتيريا الإشريكية القولونية (E. coli)
– تلوثها بالمبيدات الحشرية والأسمدة الزراعية المختلفة
– تلوثها ببعض الطفيليات والديدان مثل دودة الإسكارس
من الضروري جداً أن تقوم بغسل الخضراوات والفواكه وتنظيفها جيداً قبل تناولها، فهذه هي الطريقة السليمة لإزالة الأتربة العالقة والبكتيريا والطفيليات الضارة التي قد تتواجد على أسطحها. فالغسل الجيد بمياه نظيفة سوف يساهم في إزالة التربة التي تعلق في المحصول، وبالتالي المساهمة في إزالة الطفيليات والميكروبات القادمة من هذه الأتربة مثل البكتيريا الاشريكية القولونية من على أسطح الخضراوت والفواكه. اتبع الخطوات التالية:
– لا يكفي وضع الخضار والفواكه تحت صنبور المياه فقط، وإنما الطريقة الأمثل هي بأن تقوم بفركها جيداً باستخدام مياه عذبة ونظيفة في وعاء نظيف.
– ابدأ عملية الغسل بالخضار والفواكه الأقل اتساخاً ومن ثم اشطفها جميعها سوية بصورة نهائية.
أحياناً بإمكانك استخدام فرشاة خاصة لعملية الفرك، ويستحسن فرك الفواكه والخضروات في وعاء من الماء، وليس تحت الصنبور الجاري لتقليل انتشار البكتيريا إلى الهواء المحيط.
ومن طرق الغسل:
– غسل الخضراوات والفواكه بالماء الدافئ
يفضل غسل الخضراوات والفواكه دائما، قبل تقشيرها، بالماء الدافئ للحصول على نتائج جيدة. من جهة أخرى، يمكن تنظيف بعض الخضر والفواكه (مثل البطاطا، الجزر، الخوخ، التفاح) باستعمال الفرشاة للتخلص من آثار وبقايا الأوساخ والأتربة العالقة بها.
– تقشير الخضراوات والفواكه
على الرغم من أن نسبة مهمة من العناصر الغذائية تتواجد في القشرة الخارجية للخضراوات والفواكه، إلا أن هذه الطريقة صحية أكثر لتفادي آثار وبقايا الأوساخ والأتربة العالقة بها.
– غسل الخضراوات والفواكه باستعمال الخل
الخل هو أحد المكونات الطبيعية التي يمكن أن تساعد على تنقية الخضراوات والفواكه. لذلك بعد الغسل الأولي بالماء، يجب المرور إلى الغسل بالماء والخل لإزالة جميع العناصر التي لا ترى بالعين المجردة. بحيث يتم إضافة ملعقة كبيرة من الخل في كمية مناسبة من الماء، بعد ذلك تنقع الخضروات والفواكه لمدة ١٥ دقيقة، ثم تشطف جيدًا بالماء قبل تناولها أو طهيها. هذه الطريقة تمكن من التخلص من ٩٨ في المائة من البكتيريا.
– النقع في الماء المالح
النقع في الماء المالح فكرة جيدة تساعد على تعزيز التخلص من آثار وبقايا الأوساخ بشكل فعّال.
بحيث يتم إضافة ملعقة صغيرة من الملح في وعاء كبير مليء بالماء، بعد ذلك تنقع الفواكه والخضروات في الماء المالح لبضع دقائق، ثم تشطف بعد ذلك بالماء الدافئ.
– غسل الخضار والفواكه باستعمال بيكربونات الصوديوم
يتم وضع الخضروات والفواكه في إناء مملوء بالماء من أجل إزالة الأوساخ، بعد ذلك يتم سكب ملعقة من بيكربونات الصوديوم وغمر الخضراوات والفواكه لبضع دقائق وشطفها بعد ذلك بالماء من أجل إزالة البكتيريا.
إضافة إلى ما سبق هناك طرق طبيعية أخرى لتنظيف وتطهير الخضر والفواكه، وهي:
– ملعقة كبيرة من عصير الحامض وملعقتان كبيرتان من بيكربونات الصوديوم في إناء من الماء.
– ملعقة كبيرة من عصير الحامض وملعقتان كبيرتان من خل التفاح في إناء من الماء.
– التفريش القاسي قد يكون ضرورياً لضمان نظافة بعض الثمار
بالنسبة للمنتجات التي يمكن أن تأخذ القليل من الطاقة في الغسل والتنظيف، يمكن أن يزيل الفرك باستخدام فرشاة متخصصة فقط لغسل الخضراوات والفواكه في إزالة المزيد من الأوساخ والبكتيريا بكفاءة. ويجب فرك الثمار ذات القشرة السميكة، مثل القرع والبطيخ والجزر والخضراوات الجذرية الأخرى كالبطاطا الحلوة والبطاطا والفجل وغيرها بفرشاة خشنة تحت الماء الجاري للتأكد من نظافتها، وذلك حتى إذا كنت تخطط تقشيرها.
يجب أيضاً تنظيف الفرشاة نفسها بعد كل استخدام حتى لا تظل البكتيريا عالقة فيها وتنتشر منها إلى أطعمتك الأخرى والمسطحات عند الاستخدام.
على قائمة “الثمار القذرة” التي تم إعدادها من قِبَل الدراسات البيئية لتصنيف الفواكه والخضراوات الأكثر احتمالاً لوجود بقايا مبيدات الآفات والمواد الكيميائية، تأتي الفراولة، والسبانخ، واللفت، والنكتارين، والتفاح، والعنب، والخوخ، والكرز، والكمثرى، والطماطم، والكرفس، والبطاطس. حيث أظهرت عينات متعددة من تلك الثمار عشرات المبيدات الحشرية على سطحها فقط، لذلك فهي تتطلب عناية خاصة وتنظيفاً حريصاً قبل استهلاكها؛ سواء بشكل مباشر أو حتى قبل إعدادها للطهي. لذلك يُنصح بغسلها بالطريقة الأنسب لطبيعة الثمرة أكثر من مرة. أما بالنسبة لثمار خاصة مثل المشروم، ربما تكون قد سمعت أن غسل الفطر ليس فكرة جيدة، ومع ذلك ينبغي تنظيف الفطر جيداً لأنه من السهل أن يعلق في سطحه الناعم الكثير من الطين والبكتيريا والحشرات غير المرئية.
فقط لا تدع تلك الثمرات تُغمَر في الماء لفترة طويلة، لأنها ستبدأ في تشرُّب الماء والذبول؛ ما سيؤثر على قوامها ومذاقها عند التحضير. وبدلًا من ذلك، قم بغمر ثمار الفطر بسرعة في الماء وارفعها في مصفاة كبيرة، ثم افركها بأصابعك بلطف وبعد ذلك جففها بمنديل مطبخ سميك بعناية.
وختامًا، قد يؤدي استخدام مثل هذه المواد الكيميائية إلى مخاطر صحية أخرى، وهي غير ضرورية تماماً لإزالة المخلفات والملوثات على تلك المنتجات. كذلك يمكن أن يكون تناول مواد التنظيف الكيماوية التجارية مثل المبيض والصابون السائل مميتاً مع الوقت، لذا يجب ألا تُستخدم أبداً لتنظيف الطعام.
دمتم بصحة.
تعليقات