نيوفوبيا: رفض الطفل للأكل

كتب بواسطة تمارا سمارة
أكتوبر 9, 2023

وقت القراءة: 7 دقائق

نيوفوبيا: رفض الطفل للأكل

مقدمة

يخاف بعض الأطفال أو البالغين أيضًا من مجرد تذوق طعام غير مألوف لديهم أو لم يتعودوا أكله. فما سر هذا الخوف؟ ولماذا يرفض هؤلاء تجربة الطعام الجديد بشكل قطعي؟

نيوفوبيا الأكل من الاضطرابات الشائعة في فترة الطفولة، ويمكن أن تظهر هذه المشاكل لدى البالغين، حيث يُظهر الأشخاص الذين يعانون من هذه المشاكل رفضا باتا للأطعمة الجديدة وغير المألوفة. 

ويتم تعريف هذا الرهاب على أنه الخوف من الأطعمة الجديدة. وبالنسبة للأطفال الصغار، قد يعني هذا أنهم متشككون بشكل طبيعي في الأطعمة التي لم يتناولوها من قبل، أو الأطعمة التي يتم إعدادها بشكل مختلف عما اعتادوا عليه، أو حتى الأطعمة التي لم يتناولوها منذ فترة. هذا هو ما يسميه الآباء “الأكل الانتقائي”، ولكنه في الواقع مرحلة متوقعة من الطفولة. وكل هذا يعتبر طبيعي جدًا، وربما يأتي من الحاجة التطورية إلى الحذر من الأطعمة غير المألوفة.
يواجه معظم الأطفال مستوى معينًا من رهاب الجديد بين عمر ٢ و٧سنوات.

 

ما هي النيوفوبيا؟

ويتم تعريف هذا الرهاب على أنه الخوف من الأطعمة الجديدة. وبالنسبة للأطفال الصغار، قد يعني هذا أنهم متشككون بشكل طبيعي في الأطعمة التي لم يتناولوها من قبل، أو الأطعمة التي يتم إعدادها بشكل مختلف عما اعتادوا عليه، أو حتى الأطعمة التي لم يتناولوها منذ فترة. 

هذا هو ما يسميه الآباء “الأكل الانتقائي”، ولكنه في الواقع مرحلة متوقعة من الطفولة. وكل هذا يعتبر طبيعي جدًا، وربما يأتي من الحاجة التطورية إلى الحذر من الأطعمة غير المألوفة.

يواجه معظم الأطفال مستوى معينًا من رهاب الجديد بين عمر ٢ و٧ سنوات.
ويعتبر هذا الرهاب سلوك فطري، وهي آلية طورها أجدادنا من أجل حماية أنفسهم من الأطعمة السامة. وتدفع هذه الفطرة وهذه الغريزة الأطفال إلى رفض الأطعمة التي لم يسبق لهم تذوقها. 

ورغم خطورة نيوفوبيا الأكل فإن علاج هذه الاضطرابات يكون أكثر صعوبة لدى المرضى البالغين. وفي بعض الأحيان يضطر الأطباء إلى اللجوء إلى علاجات تهدف إلى دمج بعض أنواع الطعام تدريجيا في النظام الغذائي للمريض حتى يصبح على دراية بها، وبالتالي يتعلمون تقبلها بلا خوف. 

ويعتبر علاج هذا الاضطراب أمر مهم للغاية، كما توجد العديد من الأدوية التي تتحكم في القلق الذي يصاحب هذه الفوبيا، بالإضافة إلى تقنيات الاسترخاء وغيرها. لكن في أي حال لا يجب إجبار المريض على تذوق الأطعمة التي تسبب له نوعا من الخوف والرهاب. 

 

أسباب النيوفوبيا؟

عليك أن تعلم أن هذه مرحلة طبيعية من نمو الطفولة. وقد يتزامن ذلك مع انخفاض الشهية، حيث ينمو الأطفال الصغار بسرعة أقل من الأطفال الرضع وغالباً ما يكونون أقل جوعاً، مما قد يجعل الطفل يبدو فجأة صعب الإرضاء، في حين أن هذه هي مراحل التطوير المتوقعة في الواقع.
كما يتأثر الأطفال بالعادات الغذائية للوالدين، والتفضيل الفطري للأطفال بين المذاقات الحلوة والمالحة، والضغط الأبوي أثناء الوجبات. 

 

مخاطر النيوفوبيا

عليك أن تقلق على أطفالك عندما يحسون بالتعب نتيجة عدم تناول الطعام، أو عندما يتخلون عن ممارسة أنشطتهم اليومية المعتادة. وفي هذه الحالة، يجب استشارة طبيب أو أخصائي تغذية ليقيم نموه الطبيعي ويقدم نصائح وقائمة بالأطعمة التي يجب أن يتناولها الطفل. 

وعلى الرغم من عدم وجود أدلة كافية تشير إلى ارتباط انتقائية الطعام ورفض الطفل للطعام بتطور مشاكل صحية عند الطفل على المدى الطويل، إلا أن هذه المشكلة قد تبقى معه حتى بعد مرور السنوات وتقدمه في العمر، وقد تكبر معه وتدفعه لحصر الأطعمة التي يقبل ويرغب في تناولها، الأمر الذي قد يشكل عندها مشكلة جادة تؤثر على نمو الطفل، لعدم حصول جسمه على العناصر الغذائية الكافية لينمو ويتطور بشكل سليم.

فقد تتطور وتتفاقم مشكلة انتقائية الأطفال للطعام، وتؤثر على صحة الطفل، ونموه، وتواصله الاجتماعي، وعلاقته بوالديه، وغالباً ما يشعر الآباء بالذنب تجاه عدم تناول أطفالهم للطعام، كما وقد يشعر الأطفال بأن لا أحد يصدق عدم تقبلهم للطعام، مما يشكل ثغرة في العلاقة بين الطرفين، وقد يُظهر بعض الأطفال الذين يعانون من هذه المشكلة بعض أعراض القلق، والاضطراب، والاكتئاب، إذ عادة ما يكون الأطفال الانتقائيون جداً في طعامهم أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب بمقدار الضعف. 

 

طرق التغلب على النيوفوبيا

إذا كان لديك طفل صغير يبدو أنه يعاني من الخوف والنفور من الأطعمة الجديدة، والعديد من الأطفال يعانون منه، فهناك الكثير من الأشياء التي يمكنك القيام بها للعمل معه على ذلك. أولًا، اعلم أن هذا أمر طبيعي جدًا وأنه بالتأكيد ليس خطأك. 

الأمور التي يمكن أن تساعد قد تشمل:

– السماح لهم برؤيتكم وأنتم تأكلون الطعام وأنتم تجلسون معًا على الطاولة.

– منحهم الكثير من الفرص لتجربة الطعام ولمسه وحتى تذوقه قبل (أو بدون) ابتلاعه فعليًا. يمكن أن يشمل ذلك الطهي معًا، وغسل الخضار، واختيار الأطعمة من متجر البقالة، وتحسس الطعام لمعرفة ما إذا كان باردًا أم ساخنًا.

– تضمين نوع أو نوعين من الأطعمة التي يفضلها الأطفال عادة في الوجبات والوجبات الخفيفة للتأكد من وجود شيء يمكنهم تناوله دائمًا. 

– تحضير الطعام وتقديمه بطريقة مميزة، إذ يمكن لتقديم الطعام بطريقة مميزة أن تثير اهتمام الطفل لتجربته، مثل تقطيع الخضار والفواكه بشكل مميز على شكل نجمة على سبيل المثال وغيره، ويمكن تقديم الطعام الذي قد يرفضه الطفل أول مرة مع أطعمة أخرى يرغبها ويحبها. 

–  البدء بتقديم كميات صغيرة، فعند تقديم طعام جديد يجب الحرص على البدء بكمية وحصة صغيرة منه، إذ غالباً ما يشعر الطفل بالارتباك عند تقديم كمية كبيرة من طعام جديد مرة واحدة له، مما يدفعه لرفضه، لذلك يجب التدرج في حجم الحصة التي تقدم للطفل من الأصناف الغذائية الجديدة، وزيادتها تدريجياً حتى الوصول للحصة المطلوبة. 

– كافئ طفلك بالطريقة الصحيحة، إذ غالباً ما يلجأ معظم الأهالي لإعطاء الطفل حلوى كمكافأة لتناوله وتقبله طعاماً جديداً، ولكن قد يؤدي ذلك لتناول سعرات حرارية زائدة عن حاجته، و اعتياده على الحلويات والسكاكر، لذلك حاولوا مكافأة طفلكم بأشياء أخرى بعيدة عن الطعام مثل إخباره بأنكم فخورون به على سبيل المثال، أو تقديم هدية له، أو زيادة وقته المخصص للعب. 

– تحلّوا بالصبر، فهو مفتاح التعامل مع الأطفال في كامل مراحلهم العمرية، وخصوصاً عند تقديم الأصناف المختلفة من الطعام، فغالباً ما يزيد الضغط على الأطفال بتجربة صنف جديد وتناوله انتقائيتهم وعنادهم، ومن المهم جداً معرفة أن مشكلة انتقاء الطعام مشكلة شائعة جداً بين معظم الأطفال، وتختفي وحدها مع مرور الوقت وتقدمهم في العمر. 

– ابعدوا جميع الملهيات عن الطفل أثناء تناول الطعام، إذ يجب تعويد الطفل على احترام وقت الطعام والتركيز أثناء تناوله، لذلك من المهم إطفاء التلفاز وأي أجهزة إلكترونية، وإبعاد أي كتب، أو ألعاب، أو أي غرض قد يلهي الطفل، مع الحرص على ارتياح الطفل في جلسته حول طاولة الطعام، بحيث تكون الطاولة بنفس مستوى معدته، ويمكن الاستعانة بكراسي الأطفال العالية المخصصة لتناول الطعام لرفعه. 

– في حالات التسنين عند الرضع التي تؤدي إلى رفض الطفل للطعام فينصح بتقديم شرائح فواكه باردة للطفل، وأطعمة لينة وطرية على لثة الطفل أثناء فترة التسنين. 

ختامًا كل هذه الأمور الإيجابية من التفاعلات الغذائية يمكن أن تتراكم وتساعد الأطفال على اكتساب الثقة، بهدف أن يصبحوا في النهاية مستعدين لتجربة أطعمة جديدة في وقتهم الخاص.
دمتم بصحة.

 

أفضل المكملات الغذائية والفيتامينات في العالم تحت سقف واحد

visit www.sporter.com Now

تعليقات

اترك تعليقاً

This site is registered on wpml.org as a development site.