وقت القراءة: 9 دقائق
قد يكون إطعام الأطفال مهمة صعبة، خاصة مع الأطفال الانتقائية في الطعام Picky Eaters الذين يظهرون صعوبة في قبول مجموعة متنوعة من الأطعمة. في هذه الحالة يجد الآباء أنفسهم يتصارعون مع كيفية تشجيع أطفالهم على تناول نظام غذائي متوازن ومغذي.
في هذا المقال، سوف نكتشف تحديات إطعام الأطفال الذين يصعب إرضاؤهم، ونحدد الأسباب المحتملة وراء سلوكهم الغذائي، ونناقش طرق تشجيعية لمساعدة الأطفال في اختيار الطعام، وأيضًا نقدم مقترحات لوجبات مغذية وصديقة للأطفال، كما نسلط الضوء على دور الوالدين دعم الأطفال الذين يعانون من صعوبات في التغذية وأهمية طلب الاستشارة الطبية عند الحاجة.
هناك عدة أسباب وراء ظهور الطفل لسلوكيات الأكل الانتقائية. فيما يلي بعض الأسباب الشائعة التي قد تجعل الطفل من الصعب إرضاءه عند تناول الطعام:
– مرحلة النمو:
خلال هذه المرحلة قد يؤكد الأطفال استقلالهم ويسعون للسيطرة على بيئتهم بما في ذلك خياراتهم الغذائية وهذا يمكن أن يؤدي إلى مجموعة محدودة من الأطعمة المفضلة.
– الحساسية الغذائية:
قد يتجنب الأطفال الذين يعانون من الحساسية الغذائية أو عدم تحمل بعض الأطعمة لأنها تجعلهم يشعرون بالمرض.
– التعرض المحدود لأنواع الأطعمة:
قد يُفضل الطفل بعض الأطعمة لمجرد أنه تعرض لها بشكل متكرر. إذا كان تعرضه لمجموعة متنوعة من الأطعمة محدودًا، فقد يكون أقل ميلًا لتجربة خيارات جديدة.
– وجود مشكلة مرضية:
تساهم بعض الحالات الطبية مثل: اضطرابات الجهاز الهضمي أو الصعوبات الحركية في الفم، في الانتقائية عند تناول الطعام.
– الحنك الحساس:
هناك بعض الأطفال أكثر حساسية تجاه أذواق أو ملمس أو روائح معينة من غيرهم، وهذا يجعلهم أكثر عرضة لرفض الأطعمة.
– التجارب السلبية السابقة مع الأطعمة:
إذا كان لدى الطفل تجربة سيئة مع الطعام، فمن المرجح أن يتجنب هذا الطعام في المستقبل.
– ممارسات تغذية الوالدين:
الآباء الذين يضغطون على أطفالهم لتناول الطعام، أو يعاقبونهم على سلوكهم الغذائي، يمكن أن يجعلوا تناول الطعام صعب الإرضاء.
– التوتر أو القلق:
قد يكون الأطفال الذين يعانون من التوتر أو القلق أكثر عرضة للتغيرات في شهيتهم وعاداتهم الغذائية.
من المهم أن تتذكر أن كل طفل فريد من نوعه، وأن الأسباب الكامنة وراء الانتقائية في تناول الطعام يمكن أن تختلف من طفل لآخر.
يُعد دور الوالدين في دعم الطفل الانتقائي الذي يصعب إرضاؤه في تناول الطعام والذي يُظهر سلوكيات صعبة عند تناول وجبات الطعام أمرًا بالغ الأهمية.
لذلك فيما يلي نقدم بعض الجوانب الرئيسية التي تحفز دور الوالدين لمساعدة أطفالهم على الاستمتاع بالطعام.
– القدوة الجيدة: يجب على الوالدين أن يكونوا نموذجًا جيدًا للأكل الصحي. عندما يرون الأطفال أن والديهم يتناولون مجموعة متنوعة من الأطعمة الصحية بانتظام، قد يكون لديهم المزيد من الدافع لتجربة أنواع جديدة من الأطعمة.
– التقديم التدريجي: يمكن أن يساعد تقديم الأطعمة الجديدة تدريجيًا في تقبلها من قبل الأطفال الانتقائيين. يمكن تضمين الأطعمة الجديدة مع الأطعمة المفضلة لديهم لتقليل حدة المقاومة.
– تشجيع المشاركة: قد يتحفز الأطفال على تناول أنواع جديدة من الأطعمة إذا شاركوا في عملية اختيارها وإعدادها. يمكنكم دعوة الأطفال للمساعدة في تجهيز الوجبات أو اختيار الفواكه والخضروات من السوق.
– عدم فرض الضغط: يجب تجنب فرض الضغط على الأطفال لتناول الأطعمة التي لا يحبونها. ذلك قد يؤدي إلى زيادة مقاومتهم. بدلاً من ذلك، يمكن تقديم الأطعمة بشكل إيجابي ودون إجبار.
– الاحتفال بالتقدم: عندما يجرب الطفل نوعًا جديدًا من الطعام أو يزيد من تناوله لأطعمة معينة، يجب على الوالدين أن يحتفلوا بهذا التقدم ويكافئوا الطفل بالإيجابية.
– التواصل مع الأطباء والمختصين: إذا كان الطفل يعاني من مشاكل غذائية خاصة أو قد يكون هناك قلق بشأن تغذيته، فيفضل استشارة طبيب الأطفال أو مختص في التغذية للحصول على نصائح إضافية وتقديم الدعم المناسب.
– الصبر والتفهم: يجب أن يكون الوالدين صبورين ومفهومين تجاه اختيارات الأطفال الغذائية. الأطفال الانتقائيين قد يحتاجون إلى وقت إضافي لتقبل أنواع الأطعمة الجديدة.
تذكيرًا، يمكن أن يكون الأطفال الانتقائيين عرضة لنقص التغذية إذا لم يتم مراعاة احتياجاتهم الغذائية. لذا، من الضروري السعي لتوفير نظام غذائي متنوع وصحي يحتوي على جميع العناصر الغذائية الضرورية لنموهم وتطورهم بشكل سليم.
تشجيع الأطفال على تناول مجموعة متنوعة من الأطعمة عملية تدريجية تحتاج الجهد مع الاستمرارية.
فيما يلي 10 طرق يمكنك الاستعانة بها لمساعدة طفلك الانتقائي على تناول الطعام:
1. جعل أوقات تناول الطعام مريحة وممتعة، احرص على خلق بيئة إيجابية لتناول الطعام حيث يمكن للجميع الاستمتاع بطعامهم.
2. كن مبدعًا في طريقة تحضير وتقديم الطعام، مثال: قم بتقطيع الطعام إلى أشكال ممتعة، واستخدم ألوانًا مختلفة، وارسم وجوهًا مضحكة على الأطباق.
3. تجنب إجبار طفلك على تناول الطعام أو معاقبتهم على عدم تناول الطعام.
4. لا تضغط على الطفل لتناول كمية أكبر من الطعام. الضغط على الأطفال لتناول الطعام يجعل تناول الطعام انتقائيًا أسوأ، بدلًا من ذلك دع طفلك يقرر الكمية التي يريد تناولها.
5. احرص على أن نموذجًا يحتذى به، يتناول طفلك الأطعمة الصحية إذا رأوا والديهم يأكلونها.
6. اجعل طفلك يجرب أطعمة جديدة.
7. احرص على تقديم مجموعة متنوعة من الأطعمة الصحية، تأكد من تقديم مجموعة متنوعة من الفواكه، والخضروات، والحبوب الكاملة، والبروتين الخالي من الدهون في كل وجبة.
8. أشرك طفلك في إعداد وجبات الطعام في المطبخ، أو اصطحبه إلى محل البقالة واسمح له بمساعدتك في اختيار الأطعمة الصحية، قد يساهم ذلك على التحمس أكثر لتجربة الأطعمة الجديدة.
9. لا تستسلم، قد يستغرق الأمر وقتًا حتى يجرب الأطفال الأطعمة الجديدة لذا استمر في تقديم الأطعمة الجديدة لهم.
10. اعترف بجهود طفلك وامتدحها عندما يجرب أطعمة جديدة أو يتناول نظامًا غذائيًا أكثر تنوعًا، التعزيز الإيجابي يمكن أن يحفزهم على مواصلة استكشاف الأطعمة المختلفة والتغلب على عاداتهم الغذائية الانتقائية.
عند تقديم وجبات مغذية وصديقة للطفل، من المهم تحقيق التوازن بين الأطعمة الصحية وتلبية تفضيلات أذواق طفلك. إليك بعض النصائح لمساعدتك على تحقيق ذلك التوازن:
– اجعل الفواكه والخضروات ممتعة، قم بتقطيعها إلى أشكال مثيرة للاهتمام، أو صنع سلطات بألوان قوس قزح، أو تقديمها مع صلصة لذيذة مثل الزبادي أو الحمص.
– قم بدمج المكونات المغذية في الأطباق المألوفة، على سبيل المثال أضف الخضار المهروسة إلى الصلصات، أو أضف الجزر المبشور أو الكوسة إلى الكعك، أو امزج الفواكه في العصائر.
– قم بتقديم مجموعة من النكهات والقوام في وجبات الطعام لتوسيع ذوق طفلك.
– اجعل وجبات الطعام جذابة بصريًا، على سبيل المثال استخدم قطع البسكويت لتشكيل السندويشات أو الفواكه، أو اصنع أسياخ طعام ملونة، أو وجوه مبتسمة بمكونات مختلفة على الطبق.
– قدم أحجامًا من الوجبات مناسبة لعمر طفلك وشهيته. انتبه لإشارات الجوع وتجنب الضغط عليه لإنهاء كل ما في طبقه.
– قلّل من استهلاك الوجبات الخفيفة والأطعمة المصنعة بكثرة. بدلا من ذلك، اختر الأطعمة الكاملة والبدائل محلية الصنع.
– شجّع على شرب الماء كخيار أساسي للمشروبات والحد من المشروبات السكرية.
يحتاج الطفل الانتقائي المتابعة مع أخصائي التغذية في الحالات التالية لتقييم النظام الغذائي الحالي للطفل وتحديد أي فجوات غذائية ووضع استراتيجيات لضمان حصوله على العناصر الغذائية الكافية:
– إذا كانت سلوكيات الأكل الانتقائية لدى الطفل شديدة ولديه نطاق محدود للغاية من الأطعمة المقبولة.
– إذا كان يُعاني الطفل من ضعف الوزن أو تعثر النمو أو نقص التغذية.
– إذا كان الطفل يعاني من حالة صحية مزمنة تتطلب إدارة غذائية محددة مثل مرض السكري أو الحساسية الغذائية أو اضطرابات الجهاز الهضمي.
يحتاج الطفل الانتقائي استشارة الطبيب النفسي في الحالات التالية لتقييم الحالة النفسية للطفل، وتقييم أي عوامل نفسية أساسية، وتوفير العلاج والدعم المناسبين.
– إذا كانت سلوكيات الأكل الانتقائية لدى الطفل شديدة وتؤثر بشكل كبير على حياته اليومية، مثل تجنب مجموعات الطعام بأكملها أو الشعور بضيق شديد أو قلق بشأن الطعام.
– إذا كانت سلوكيات الأكل الانتقائية لدى الطفل مصحوبة بعلامات اضطراب الأكل، مثل التقييد الشديد للطعام، أو الخوف من زيادة الوزن.
– الأطفال الذين يعانون من تأخر النمو أو اضطرابات النمو العصبية مثل اضطراب طيف التوحد أو اضطراب المعالجة الحسية، قد يظهرون سلوكيات أكل انتقائية بسبب الحساسيات.
– التفاعلات المتوترة بين الوالدين والطفل أو الصراعات حول تناول الطعام.
في الختام، من المهم أن الأمر قد يستغرق وقتًا حتى تلاحظ استجابة طفلك لتلك الأساليب المختلفة، لذا تحلى بالصبر وقدم مجموعة متنوعة من الخيارات لطفلك. من خلال توفير وجبات مغذية وصديقة لطفلك يمكنك دعم نمو طفلك وتطوره مع تعزيز عادات الأكل الصحية.
تعليقات