وقت القراءة: 8 دقائق
يعود مصطلح بروبيوتيك إلى بكتيريا حية نافعة تتواجد في بعض أنواع الأطعمة والمشروبات والمكملات الغذائية، وتشبه البكتيريا المفيدة هذه البكتيريا النافعة التي تتواجد بشكل طبيعي في جسم الإنسان، وتشتهر البروبيوتيك بفوائدها الصحية العديدة للصحة والجسم بشكل عام، والجهاز الهضمي بشكل خاص.
إذ تساهم البروبيوتيك في تعزيز البكتيريا النافعة في الجسم، وتعزيز وظائفها المهمة، مثل الحفاظ على الحركة الطبيعية للأمعاء، وإتمام عمليات الهضم، وامتصاص العناصر الغذائية، وتعزيز مقاومة الجسم ضد التقاط العدوى.
ويمكن الحصول على البروبيوتيك من خلال تناول الأطعمة والمشروبات الغنية بها أو من خلال المكملات الغذائية وحبوب البروبيوتيك في الصيدليات. فأن البروبيوتيك قد يكون ذا مصدر طبيعي أو مكملات على شكل حبوب ومن مصادرها:
– البروبيوتيك طبيعي
تعد أفضل أنواع البروبيوتيك تلك التي يتم الحصول عليها من تناول الأطعمة والمشروبات الغنية بها. ويمكن إيجاد بروبيوتيك طبيعياً في الأطعمة التالية:
– منتجات الحليب المخمرة
والتي تعد من أشهر مصادر البروبيوتيك الطبيعية، مثل لبن الزبادي وبعض أنواع الأجبان.
– حساء الميسو
حساء الميسو هو حساء ياباني تقليدي يصنع من عجينة فول الصويا المخمرة. وهذا الحساء غني بالبكتيريا النافعة؛ إذ أن وعاء صغير منه يحتوي على ما يزيد عن ١٥٠ نوعاً من البريبيوتيك الطبيعي.
– مخلل الملفوف
وتتم صناعة مخلل الملفوف عبر تخمير الملفوف، ونتيجة لعملية التخمر، فإن مخلل الملفوف مليء بالبكتيريا المفيدة والتي تساعد في عملية الهضم.
– الفطر الهندي أو الكفير
يعتبر الفطر الهندي من منتجات الحليب المخمرة، لكنه يحتوي على نسبة أكبر من البروبيوتيك مقارنة باللبن الزبادي، بسبب تخمره عن طريق استخدام البكتيريا والخميرة.
– كيمتشي
كيمتشي هو أحد الأطعمة الكورية الذي يمثل نوع آخر من الملفوف المخمر، ويحتوي الكيمتشي على البريبيوتيك التي تساعد في عملية الهضم، وتحارب البكتيريا الضارة التي تسبب قرحة المعدة.
– المخللات الحامضة
تعد المخللات الحامضة من المصادر الغنية بالبروبيوتيك ما دامت تتخمر بشكل طبيعي؛ أي باستخدام الملح والماء وعدم إضافة أي نوع من أنواع الخل في عملية تخمرها.
– الشوكولاتة الداكنة
تعتبر الشوكولاتة الداكنة من أشهر الأطعمة الغنية بالبكتيريا النافعة، ويفضل اختيار وتناول الشوكولاتة التي تحتوي نسبة مرتفعة من الكاكاو، كما يفضل تناولها قبل الوجبات.
تتوفر عدة أشكال مختلفة من مكملات البروبيوتيك، مثلاً:
– مشروبات البروبيوتيك السائلة
– مسحوق (باودر) البروبيوتيك
وتحتوي بعض أنواع حبوب البروبيوتيك على البروبيوتيك أيضاً، وهي عبارة عن كربوهيدرات معقدة تغذي البكتيريا النافعة المتواجدة أصلاً في الجهاز الهضمي.
هناك أنواع مختلفة من البكتيريا المفيدة التي قد تحتويها مكملات البروبيوتيك، مثل:
– بكتيريا الملبنة الحمضية
تعتبر بكتيريا الملبنة الحمضية النوع الأكثر شيوعاً من البروبيوتيك، والتي تتواجد في اللبن والأطعمة المخمرة. وهذا النوع من البروبيوتيك مسؤول عن عدة وظائف منها:
– تساعد البكتيريا الملبنة الحمضية في علاج الإسهال.
– تعمل بكتيريا الملبنة الحمضية على إنتاج إنزيم اللاكتاز الذي يحلل سكر اللاكتوز في الحليب، وبالتالي فهي مفيدة للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات في هضم سكر اللاكتوز.
– تعمل البكتيريا الملبنة الحمضية على إنتاج حمض اللبنيك الذي يساعد على التحكم في أعداد البكتيريا السيئة.
– تعمل البكتيريا الملبنة الحمضية كوقود عضلي، وتزيد من امتصاص الجسم للمعادن.
– بكتيريا بيفيدوباكتيريوم
تعد بكتيريا بيفيدوباكتيريوم من البكتيريا التي تتواجد في بعض مشتقات الحليب، ولبكتيريا بيفيدوباكتيريوم العديد من الفوائد، منها:
– تساعد بكتيريا بيفيدوباكتيريوم في الحد من أعراض متلازمة القولون العصبي، وغيرها من الاضطرابات في المعدة.
– تدعم بكتيريا بيفيدوباكتيريوم المناعة.
– تحد بكتيريا بيفيدوباكتيريوم من نمو البكتيريا الضارة في الأمعاء.
– تساعد بكتيريا بيفيدوباكتيريوم في تحطيم اللاكتوز.
– خميرة بولاردي
تتواجد خميرة بولاردي في بعض مصادر البروبيوتيك، وتساعد في علاج الإسهال، وغيرها من الاضطرابات الهضمية.
توجد العديد من فوائد البروبيوتيك، ومن أهمها ما يلي:
– تساعد حبوب البروبيوتيك في علاج الإسهال والوقاية منه
إذ تقلل حبوب البروبيوتيك من فرص الإصابة بالإسهال، وخاصة أثناء تناول المضادات الحيوية، إذ يعتبر الإسهال أحد الأعراض الجانبية الشائعة للمضادات الحيوية. حيث تقضي المضادات الحيوية على البكتيريا الضارة لكنها في نفس الوقت تقتل نسبة البكتيريا النافعة الطبيعية في الجسم، وهذا الأمر الذي يسبب الإسهال. لذلك فإن من فوائد تناول حبوب البروبيوتيك مع المضادات الحيوية الحفاظ على توازن البكتيريا النافعة في الجهاز الهضمي، وبالتالي منع الإسهال أو تخفيف شدته.
– تقلل حبوب البروبيوتيك من أعراض اضطرابات الجهاز الهضمي
تشكل حبوب البروبيوتيك حاجزاً طبيعياً للدفاع عن صحة الأمعاء، وتساعد في السيطرة على أعراض العديد من اضطرابات الجهاز الهضمي، مثل الإمساك، والإسهال، والغازات، والانتفاخ. كما يساعد البروبيوتيك في تخفيف أعراض وعلاج متلازمة القولون العصبي، والتهاب الأمعاء، ومرض كرون. بالإضافة إلى ذلك، تقلل البروبيوتيك من خطر الإصابة بالتهاب الأمعاء والقولون الناخر بنسبة ٥٠%.
– تعزز حبوب البروبيوتيك من مناعة الجسم
حيث تساعد حبوب البروبيوتيك في تعزيز نظام المناعة في الجسم والحماية من التقاط العدوى، حيث يحفز البروبيوتيك إنتاج الأجسام المضادة الطبيعية في الجسم، والخلايا المناعية، مثل الخلايا اللمفاوية التائية.
– تنقص حبوب البروبيوتك الوزن وتقليل دهون البطن
تساعد حبوب البروبيوتيك على خسارة الوزن من خلال عدة طرق، وتمنع بعض أنواع حبوب البروبيوتيك امتصاص الدهون من الطعام وتحفز إخراجها عن طريق البراز بدلاً من تخزينها في الجسم. كما تساعد حبوب البروبيوتيك على الشعور بالشبع لفترات أطول، وتحفز حرق المزيد من السعرات الحرارية وتخزين دهون أقل، وبالتالي خسارة الوزن.
قد أثبت أن أنواع معينة من البروبيوتيك تحفز على التخسيس أكثر من غيرها، فمثلاً تعرف البروبيوتيك من نوع اكتوباكيللوس جاسيري بأنها تخفف من دهون البطن بنسبة تصل إلى ٨.٥%. كما أنه أثبت أن ليس كل أنواع البروبيوتيك تساعد على إنقاص الوزن. حيث من الممكن أن تؤدي بروبيوتيك من نوع الملبنة الحمضية إلى زيادة الوزن.
من فوائد حبوب البروبيوتيك الأخرى ما يلي:
– تقلل حبوب البروبيوتيك من التعب المزمن.
– تخفف حبوب البروبيوتيك من شدة التهابات الجهاز التنفسي عند الأطفال بنسبة ١٧%.
– تقلل حبوب البروبيوتيك من أعراض الحساسية والربو، بالإضافة إلى السيطرة على أعراض البرد والسعال والحمى، وهذه إحدى فوائد البروبيوتيك للأطفال.
– تقلل حبوب البروبيوتيك من خطر الإصابة بعدوى والتهاب المسالك البولية لدى النساء بنسبة ٥٠%، والمساهمة في علاج الالتهابات الفطرية والوقاية منها، وخاصة التهابات المهبلية.
– تساهم حبوب البروبيوتيك في علاج والتخفيف من بعض أنواع الحساسية، مثل حساسية الجلد والأكزيما، وحساسية اللاكتوز.
– تحافظ حبوب البروبيوتيك على صحة القلب، وذلك من خلال تخفيض الكوليسترول السيء في الدم والسيطرة على ارتفاع ضغط الدم.
– تحافظ حبوب البروبيوتيك على صحة الدماغ والصحة العقلية، حيث تقلل البروبيوتيك من مخاطر القلق والاكتئاب.
– تحافظ حبوب البروبيوتيك على صحة الفم.
– تبطئ حبوب البروبيوتيك نمو بعض الأورام السرطانية.
إن جرعة حبوب البروبيوتيك التي ينصح بتناولها في المكملات الغذائية تتراوح ما بين ١ مليار إلى ١٠ مليار وحدة تشكيل مستعمرة، ويجب أن تكون البكتيريا النافعة حية في المكملات الغذائية عند تناولها لذلك. كما يجب اتباع النصائح التالية لحفظ مكملات البروبيوتيك:
– تحفظ المكملات الغذائية بعيداً عن الحرارة، أو الرطوبة، أو الهواء.
– يتطلب بعض أنواع البروبيوتيك حفظها في مكان بارد.
يبدأ مفعول البروبيوتيك بالظهور عادةً بعد أسبوع إلى أسبوعين من بداية تناول حبوب بروبيوتيك أو الحصول عليها من مصادرها الطبيعية، ولكن عليك العلم أن فوائد البروبيوتيك تعتبر مؤقتة، حيث تستمر خلال فترة تناول مكملات بروبيوتيك وتبدأ بالاختفاء في حال التوقف عن تناولها.
وتعتمد مدة استخدام البروبيوتيك على الحالة الصحية المراد علاجها بالبكتيريا النافعة، وقد يحتاج بعض الأشخاص بالاستمرار عليها فترات طويلة كنظام وقائي بعد استشارة الطبيب.
يسبب زيادة نسبة البروبيوتيك أكثر من الحد الطبيعي العديد من الأضرار والآثار الجانبية، ومن أضرار حبوب البروبيوتيك ما يلي:
– زيادة خطر الإصابة بالانتانات عند الأطفال والبالغين.
– حصول ردود فعل تحسسية.
– الاضطرابات في المعدة، مثل الغازات والانتفاخ والإسهال، خصوصاً في الأيام الأولى من الاستخدام، ولكن غالباً ما تختفي بعد فترة.
– حدوث ثقوب في الأمعاء، والتهابات في الأغشية المخاطية.
– ضعف جهاز المناعة.
ختامًا بشكل عام، تعتبر مكملات حبوب البروبيوتيك آمنة، ولكن يجب استشارة الطبيب قبل تناول البروبيوتيك لتحديد الجرعة المناسبة، حيث أن بعض الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة قد تسبب لهم مكملات البروبيوتيك بعض الأمراض كونها تحتوي على بكتيريا حية.
دمتم بصحة.
تعليقات