التأثير السلبي لحافظات الطعام البلاستيكية على الصحة

كتب بواسطة تمارا سمارة
أكتوبر 23, 2023

وقت القراءة: 7 دقائق

التأثير السلبي لحافظات الطعام البلاستيكية على الصحة

مقدمة

يكاد لا يخلو مطبخ في بيوتنا من العبوات والأواني البلاستيكية التي تستخدم في تخزين بقايا الطعام، ولكن مع تنامي التوعية بمخاطر البلاستيك الصحية وأضرارها البيئية ربما أصبح من المهم جدًا أن نسأل أنفسنا، هل من الواجب علينا التخلص من أوعية الطعام تلك؟

لقد لعبت الحافظات أو العُلب دوراً مهماً في عملية حفظ الأطعمة والتوابل وكذلك الفواكه المجففة واعتبرت من الأواني الأساسية أثناء عملية تجهيز مطبخ جديد، إذ لا يمكن الاستغناء عنها. وقد أعطت المطبخ والثلاجة رونقاً جمالياً من خلال ألوانها وأشكالها وكذلك ترتيبها في المطبخ.

 

أهمية استخدام حافظات الطعام البلاستيكية

لهذا النوع من الحافظات دور كبير في ترتيب الثلاجة ومنعها من العشوائية، وبالتالي تجد ربّة البيت سهولة في عملية نقل هذه الأواني خلال عملها، هذا وإنه من الممكن أن تفسد إذا كانت إحدى تلك العلب غير مغلقة تماماً بطريقة صحية في تسرّب نوع وروائح الطعام على غيره من الأطعمة الموجودة في الثلاجة.

ما هي مميزات الحافظات البلاستيكية في المطبخ؟

بالرغم من الكلام الذي انتشر عن حافظات البلاستيك، لا شكّ أنّ لها مميزات تجعل لها أهمية وشعبية:

-خفيفة الوزن ومختلفة الأشكال ومختلفة الألوان كما أنها تحفظ الطعام لفترة طويل

رخيصة الثمن، وهي الأكثر شيوعاً في المطبخ وفي متناول يد الجميع

-ذوات غطاء محكم يمنع وصول الهواء والرطوبة

-تحافظ على الحبوب جافًة لمدة طويلة

-سهلة التخزين والتنظيف

المكونات الكيميائية في البلاستيك وتأثيرها على الصحة

غالبًا ما تحتوي حافظات الطعام البلاستيكية على ثنائي الفينول A (BPA) أو الفثالات المستخدمة في صناعة البلاستيك. المحتوي على مادة بولي ميثيل الكلوريد (PVC) التي تشبه الاستروجين الاصطناعي.

ويمكن أن تؤثر على مستويات الهرمونات في الجسم. وقد يكون ذلك مضرًّا بشكل خاص على الأطفال، إلا إذا تمت الإشارة على العلبة على أن المادة المستخدمة في صنع الحافظة خالية من ثنائي الفينول (BPA) وبولي ميثيل الكلوريد (PVC). كما حظر الاتحاد الأوروبي وكندا استخدام ثنائي الفينول (BPA) في رضاعات الأطفال والحافظات بشكل عام.
لذلك، عليك التأكد دائمًا بأن قاعدة الحافظات تحتوي على أرقام إعادة تدوير مثل #2 أو #4 أو #5 فهي آمنة لحفظ الأطعمة. 

 

البوليمرات والمواد الكيميائية البلاستيكية

المنتج البلاستيكي الذي عليه مثلث بداخله رقم أو (BPA free) و(PVC) يشير إلى خطورة أو أمان استخدامه، وهي إشارات يجب معرفتها جيّداً عندما يتعلق الأمر باختيار حافظة الطعام الخاصة بالأطفال في المدارس، ولا يجب الاستهانة بتلك العلامات، لأنها إشارات تحذير من نوع البلاستيك المستخدم.

 – (بيسفينول ثنائي الفينول)BPA

مادة كيميائية تستخدم في صناعة المواد الحافظة للطعام، بداية من الزجاجات البلاستيكية، وحتى أنها تستخدم في الطبقة الداخلية للعبوات المعدنية التي تحفظ بها الأطعمة والمشروبات، كما تستخدم في الطبقة الداخلية للحاويات المعدنية الضخمة التي تستخدم في نقل الأغذية. وتستخدم هذه المادة منذ الستينيات، حتى أنها استخدمت لفترات طويلة في زجاجات لبن الأطفال الرضع. 

أجرى المعهد القومي لدراسات علوم الصحة البيئية دراسة ليكتشف وجود تلك المادة في بول الإنسان بعد تناوله طعاما أو شرابا مخزّنًا في عبوات معدنية، ورغم إقرار منظمة الغذاء والدواء بأن ٩٠% من البشر لديهم نسبة من مادة (BPA) في أجسادهم، فإن الإفراط في استخدامها قد يؤدي إلى أضرار بالغة بالمخ والبروستاتا. كما صُنِّفت المادة كمادة مسرطنة؛ لذلك ارتفعت الأصوات المنادية بالتوقف عن استخدامها، وإنتاج مواد خالية منها يختم عليها (BPA free).

– البلاستيك رقم 1

ترمز علامة (1) داخل مثلث إلى أن هذه العبوة للاستخدام مرة واحدة فقط، ويعاد تدويرها، ولا يعاد استخدامها، وهي العلامة الأوسع انتشارًا في تصنيف زجاجات المياه المعدنية الصغيرة وبعض البرطمانات البلاستيكية، وهي آمنة للمرة الأولى، ولكن عند إعادة غسلها بمواد التنظيف العادية تفرز بعض المواد الضارّة، رغم أنه بإعادة تدويرها، يمكن صنع زجاجات من النوع نفسه أو دخولها عالم صناعة النسيج.

لكن إعادة تعبئتها تمثل خطرًا بالغًا، ولذلك ينصح بتجميعها وتسليمها لأقرب جهة تعمل على إعادة التدوير، التي أحيانا قد تشتري العبوات الفارغة بمقابل مادي، ويصعب الحصول على حقيبة طعام بهذا الرقم نظراً لليونة شديدة للبلاستيك المصنوع منها. 

– البلاستيك رقم 3 و6 و7

ترمز تلك الأرقام لعدم استخدام ذلك البلاستيك للطعام، قد تستخدم لصناعة الألعاب أو لعبوات مساحيق الغسيل، وما إلى ذلك. ولكنها لا تصلح لحفظ الطعام، ويمكن إعادة تدويرها، وتتضمن الأكياس البلاستيكية التي قد يستخدمها البعض لحفظ أو تعبئة الطعام، وهي غير مصنعة لهذا الغرض وسريعة التأثر بالحرارة والتفاعل الكيميائي الضار، لذا لا داعي لتغليف الفاكهة أو السندويتشات بها، ولا ينصح بوضعها في المبرّد (الفريزر)؛ ذلك أنها شديدة التأثر بالحرارة والبرودة. 

– البلاستيك رقم 2 و4

يمكن إعادة استخدامه، وهو متواجد في العديد من الأغلفة والزجاجات المستخدمة يوميا، ولكن البلاستيك رقم (4) يصعب إعادة تدويره، إلا أن كلا النوعين يمكن إعادة استخدامهما بأمان، فضلاً عن تحملهما درجات الحرارة والبرودة الشديدة.

هذا النوع من البلاستيك مناسب لحقائب الطعام ويسهل تسخين الطعام داخله، أو وضع الطعام المطهو للتجميد، لذا فهو اختيار جيد لحقيبة طعام الطفل. 

-البلاستيك رقم (5)

يتميز هذا النوع بصموده تجاه درجات الحرارة العالية، وتحمله البرودة الشديدة، ولذلك يمكن حفظ الطعام فيه بأمان، كما يمكن تسخين الطعام فيه بالميكروويف، بل وغسله بغسالات الأطباق على برامج غسيل ذات حرارة مرتفعة، ويعد مع وجود علامة (BPA free) الأكثر أمانًا لحقائب الطعام الخاصة بالأطفال، خاصة لتوافره بأسعار في متناول اليد مع المقارنة ببلاستيك (2) أو (4).

 

الآثار الصحية المحتملة لتعرّض الإنسان للمواد البلاستيكية

وجدت مراكز مكافحة الأمراض أن المواد التي تستخدم لصناعة أغلفة وأكياس المواد الغذائية، تنتشر بمستويات قابلة للقياس في الجسم، وتأكد ارتباطها بالكثير من المخاطر، مثل ضعف الإنجاب وانخفاض نسب الخصوبة واضطرابات النمو العصبي والربو عند البشر.

كما تأكّد وجود رابط قوي بين تضرّر عقول الأطفال حديثي الولادة والرضّع والقدرة الإنجابية، وبين مركب بيسفينول A، والموجود بشكل كبير في المواد البلاستيكية المستخدمة لحفظ الطعام وبطانة صفائح المشروبات.

وعلى الرغم من أنه يجري الترويج لمركّبي بيسفينول S وبيسفينول F، باعتمارهما خاليين من بيسفينول A، إلا أن ذلك قد يكون غير صحيح، إذْ من الممكن أن يملكا آثارًا مشابهة؛ حيث توصلت دراسات أجرتها جامعة تكساس وجامعة ولاية واشنطن إلى أن بيسفينول S قد يعطل وظائف الخلايا في جسم الإنسان ويسبب السمنة للأطفال. 

 

استراتيجيات لتقليل التعرض لحافظات الطعام البلاستيكية

إحدى الاستراتيجيات الرئيسية لتقليل التعرض لحافظات الطعام البلاستيكية هي التحول إلى الاستخدام المستدام والتفكير في الاستهلاك البيئي. يمكن أن يتضمن ذلك استخدام حافظات طعام معاد استخدامها مصنوعة من مواد صديقة للبيئة، مثل الزجاج والفولاذ المقاوم للصدأ والسيليكون. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للأفراد تجنب استخدام الحافظات البلاستيكية القابلة للتصرف والبدائل البلاستيكية الأخرى والبحث عن طرق أخرى لتخزين الطعام بشكل آمن وصديق للبيئة. تعزيز الوعي بحاجتنا إلى التقليل من استخدام البلاستيك والتدابير البيئية يمكن أن تساعد في الحد من تأثيراتنا البيئية والمحافظة على كوكب الأرض للأجيال القادمة.

ختامًا، إذا كنت تبحث على أدوات حفظ للطعام أكثر صحة لمنزلك، فاستخدم البدائل البيئية لحفظ الطعام مثل حافظات الطعام الزجاجية والمعدنية كلما أمكن، وتجنّب تسخين البلاستيك ووضعه في الميكرويف وغسالة الصحون، وينطبق هذا بشكل أكبر على أدوات حفظ الطعام التي تستخدم لمرة واحدة. وعليك تجنب تخزين الطعام الممتلئ بالدهون والزيت في حافظات بلاستيكية، فالكثير من المواد الكيميائية المستخدمة في البلاستيك قابلة للذوبان في الدهون، وغالبا ما تتسرب إلى الأطعمة الدهنية.

دمتم بصحة.

 

أفضل المكملات الغذائية والفيتامينات في العالم تحت سقف واحد

visit www.sporter.com Now

تعليقات

اترك تعليقاً

This site is registered on wpml.org as a development site.