وقت القراءة: 7 دقائق
هل الجسم يحرق سعرات حرارية أثناء النوم؟ أم هذا مجرّد خيال؟ في هذا المقال سنتعمق في البحث عن الحقيقة، وكيف يحدث حرق السعرات الحرارية؟ ونتعرف على الأنشطة التي تعمل على زيادة الحرق، وأيضًا المفاهيم الخاطئة حول حرق السعرات الحرارية.
السعرات الحرارية هي وحدة الطاقة للجسم، ويشير لعملية حرق السعرات الحرارية إلى العملية التي يقوم الجسم من خلالها باستخدام الطاقة المخزنة في الجسم لأداء وظائف وأنشطة الجسم المختلفة.
تعمل هذه الطاقة على تغذية وظائف الجسم الأساسية وتحقيق النشاط البدني وحتى عملية الهضم.
يتم حرق السعرات الحرارية من خلال عملية التمثيل الغذائي والتي تنطوي على تفاعلات كيميائية تعمل على تحطيم الطعام وتحويله إلى طاقة.
تلعب الأنشطة البدنية دورًا حاسمًا في حرق السعرات الحرارية، حيث تساهم كل من التمارين الرياضية مثل: الركض، والسباحة، وركوب الدراجات، والرقص، والأنشطة اليومية مثل: المشي أو تنظيف المنزل والنشاط البدني، في حرق السعرات الحرارية. فكلّما زادت كثافة النشاط، كلما تم حرق المزيد من السعرات الحرارية.
بالتأكيد نعم، يُعد النوم جزءً مهمًّا في عملية حرق السعرات الحرارية، عندما تنام يظل جسمك نشيطًا ويحرق السعرات الحرارية للحفاظ على وظائف الجسم الأساسية، وخلال النوم يقوم الجسم بإصلاح وتجديد نفسه، وهذه العملية تحتاج لحرق السعرات الحرارية للحصول على طاقة.
بالإضافة إلى ذلك، يساعد النوم أيضًا على تنظيم الهرمونات مما قد يؤثر على عملية التمثيل الغذائي والشهية.
يقوم الجسم بعمليات الاستقرار الحراري للحفاظ على درجة الحرارة الداخلية للجسم، تتطلب هذه العمليات التي تتمثل في(الارتعاش أو التعرق) طاقة، لذا كلما زادت عمليات الاستقرار الحراري التي يقوم بها الجسم، كلما زاد حرق السعرات الحرارية.
هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تؤثر على معدل حرق السعرات الحرارية أثناء النوم، بما في ذلك:
– التقدم في العمر، مع التقدم في العمر يتباطأ التمثيل الغذائي ويقل معدل حرق السعرات الحرارية.
– كتلة العضلات، تحرق العضلات سعرات حرارية أكثر من الدهون، لذا فإن الأشخاص الذين لديهم كتلة عضلية أكبر يحرقون سعرات حرارية أكثر أثناء النوم.
– مستوى النشاط البدني: الأشخاص الذين ينشطون أكثر خلال النهار يميلون إلى حرق المزيد من السعرات الحرارية أثناء النوم.
– درجة الحرارة البيئية: كلما كانت درجة أكثر برودة فيحتاج الجسم لبذل مجهود أكبر للحفاظ على درجة حرارته، مما سيحرق المزيد من السعرات الحرارية.
هناك بعض الاستراتيجيات يمكن أن تساعد في تحسين معدل حرق السعرات الحرارية أثناء النوم، بما في ذلك:
– الحصول على قسط كافٍ من النوم، يحتاج الجسم إلى 7-8 ساعات من النوم كل ليلة.
– بناء كتلة العضلات، تساعد تمارين القوة على بناء كتلة العضلات، مما يساعد في حرق المزيد من السعرات الحرارية أثناء النوم.
– زيادة النشاط البدني خلال النهار، الأشخاص الذين يكونون أكثر نشاطًا خلال النهار يميلون إلى – حرق المزيد من السعرات الحرارية في الليل.
– النوم في غرفة باردة يساعد جسمك على حرق المزيد من السعرات الحرارية.
بالتأكيد، ما تأكله قبل النوم يؤثر أيضًا على معدل السعرات الحرارية التي تحرقها أثناء النوم. لذلك يُنصح بتجنب تناول الوجبات الثقيلة أو الوجبات السكرية بالقرب من وقت النوم لأن عملية الهضم في الجسم يمكن أن تتداخل مع جودة النوم. فمثلاً بدّل الوجبات الخفيفة والسناكات الغير صحية المليئة بالسكر باختيار الوجبات الخفيفة والمتوازنة مثل: الفواكه، والخضروات، والمكسرات، وتجنب الإفراط في تناول الكافيين والكحول الذي قد يعطل أنماط النوم.
التمارين الرياضية من أفضل الطرق لتعزيز عملية التمثيل الغذائي وحرق المزيد من السعرات الحرارية، كما تساعد التمارين الرياضية أيضًا على بناء كتلة العضلات، مما قد يساعد على حرق المزيد من السعرات الحرارية أثناء النوم. أشهر التمارين الرياضية:
– تمارين الايروبيك: يعمل هذا النوع من التمارين على زيادة معدل ضربات القلب والتنفس، مثل الجري والسباحة وركوب الدراجات والرقص.
– تمارين القوة: يعمل هذا النوع من التمارين على بناء العضلات وتقويتها، مثل رفع الأثقال أو استخدام أشرطة المقاومة.
– التدريب المتقطع عالي الكثافة (HIIT): يتضمن هذا النوع من التمارين تناوب فترات قصيرة من النشاط المكثف مع فترات من الراحة أو نشاط منخفض الكثافة.
هناك عدد من المفاهيم الخاطئة حول حرق السعرات الحرارية أثناء النوم، أحد المفاهيم الخاطئة الشائعة هو أنه يمكنك إنقاص الوزن عن طريق النوم أكثر في حين أن النوم مهم لفقدان الوزن، إلا أنه ليس بديلاً عن اتباع نظام غذائي صحي وممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
ومفاهيم خاطئة أخرى عن “الأطعمة ذات السعرات الحرارية السلبية” أو فعالية منتجات معينة تدعي أنها تحرق السعرات الحرارية أثناء النوم.
من المهم أن نفهم أن حرق السعرات الحرارية في الجسم أثناء النوم هو عملية طبيعية ومستمرة ولا يمكن تغييرها بشكل كبير عن طريق أطعمة أو مكملات معينة.
كما هناك اعتقاد خاطئ شائع آخر وهو أنه يمكنك حرق المزيد من السعرات الحرارية من خلال النوم في وضع معين، لا يوجد دليل يدعم هذا الادعاء.
لا يوجد مكملات غذائية سحرية تساعد بشكل مباشر في زيادة حرق الدهون أثناء النوم. ومع ذلك، هناك بعض المكملات الغذائية والعناصر الغذائية التي يمكن أن تلعب دورًا في دعم عملية فقدان الوزن عامة، والتي قد تؤثر بشكل طفيف على معدل حرق الدهون أثناء النوم. منها:
– الزنك: يلعب الزنك دورًا في عدة عمليات حيوية في الجسم، بما في ذلك تنظيم معدل الأيض. يمكن أن يكون له تأثير طفيف على حرق الدهون.
– المغنيسيوم: يساعد المغنيسيوم في تنظيم الأيض وقد يكون له تأثير على جودة النوم. النوم الجيد يمكن أن يسهم في صحة الوزن.
– ل-كارنتين: يعتبر ل-كارنتين مركبًا يساهم في نقل الأحماض الدهنية إلى محركات الأيض للاحتراق. يُزعم أن تناوله يمكن أن يساعد في زيادة حرق الدهون.
– الكافيين: يمكن للكافيين زيادة معدل الأيض وزيادة حرق الدهون. ومع ذلك، يجب تجنب تناول الكافيين في الساعات القريبة من النوم لتجنب الإضرار بجودة النوم.
تذكر أنه يجب استشارة طبيبك أو محترف رعاية صحية معترف به قبل تناول أي مكملات غذائية أو بدء أي برنامج لفقدان الوزن. يمكن أن يكون التحكم في وزن الجسم معقدًا ومتعدد الجوانب، ولا يمكن الاعتماد على المكملات وحدها لتحقيق النتائج المرجوة.
في الختام، يُعد الحصول على قسط كافٍ من النوم والحفاظ على نمط حياة صحي أمرًا ضروريًا لحرق السعرات الحرارية والحفاظ على وزن صحي. فمن خلال تبني عادات نمط حياة صحية بما في ذلك ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، واتباع نظام غذائي متوازن، وإعطاء الأولوية للنوم الجيد، يمكنك تحسين إمكانية حرق السعرات الحرارية في الجسم. ومن خلال اتباع النصائح المذكورة أعلاه، يمكنك مساعدة جسمك على حرق المزيد من السعرات الحرارية أثناء النوم وتحسين صحتك العامة.
تعليقات