وقت القراءة: 8 دقائق
يعاني بعض الأشخاص من متلازمة القولون العصبي ويبحثون عن نظام غذائي لعلاج القولون العصبي، فإليك حمية فودماب التي أثبتت أهميتها في علاج أعراض القولون العصبي.
يستهدف نظام (فودماب) السكريات القليلة التخمير، والسكريات الثنائية، والسكريات الأحادية، ونوعاً من الكربوهيدرات التي تمتصها الأمعاء الدقيقة بشكل سيئ.
يعاني بعض الأشخاص من ضيق في الجهاز الهضمي بعد تناول بعض الأطعمة، والأعراض هي:
– تشنج
– إسهال وإمساك
– انتفاخ المعدة أو البطن
– الغازات
تشمل أنواع الكربوهيدرات والكحول التي تكون الفودماب والأغذية التي تحتوي عليها على ما يلي:
– الفركتوز: يعرف بسكر الفواكه ويوجد في الفواكه والعسل وشراب الذرة عالي الفركتوز وشراب الأغاف.
– اللاكتوز: يعرف أيضاً بسكر الحليب ويوجد في منتجات الألبان.
– الفركتانز: يوجد في القمح والبصل والثوم.
– الجالاكتانز: يوجد في البقوليات مثل الفاصوليا والعدس وفول الصويا.
– البوليول: يعرف أيضاً بالكحول السكري ويوجد في الفواكه التي تحتوي على البذور أو التجاويف مثل الأفوكادو والتفاح والكرز والتين والخوخ.
فودماب نظام غذائي يتحقق أولاً عن طريق ثلاث خطوات:
أولاَ: الإقصاء: أي تتوقف عن تناول أطعمة معينة (تصنف أنها عالية الفودماب).
ثانياً: تقوم بإعادة أكل الأطعمة مجدداً ببطء لمعرفة أي منها مزعج.
ثالثاً: بعد تحديد الأطعمة التي تسبب الأعراض، يمكنك تجنبها أو الحد منها مع الاستمتاع بكل شيء آخر من دون قلق.
حيث يوصى باتباع جزء الإقصاء من النظام الغذائي، فهذا يقلل من أعراض القولون، وإذا كنت تعاني من فرط نمو البكتيريا في الأمعاء الدقيقة، فيمكن أن يساعد في تقليل المستويات المرتفعة بشكل غير طبيعي من البكتيريا المعوية. بعد ذلك كل ثلاثة أيام، يمكنك إضافة غذاء عال (الفودماب) مرة أخرى إلى نظامك الغذائي، واحداً تلو الآخر، لمعرفة ما إذا كان يسبب أي أعراض. إذا تسبب طعام معين عالي الفودماب في ظهور أعراض، فتجنب هذا على المدى الطويل.
يمكن أن يكون للتغيرات الغذائية تأثير كبير على أعراض القولون العصبي وفرط نمو البكتيريا في الأمعاء الدقيقة، لكن الأطباء غالباً ما يستخدمون علاجات أخرى أيضاً. يمكن للمضادات الحيوية أن تقلل بسرعة من فرط نمو البكتيريا المعوية الدقيقة، في حين أن المسهلات ومضادات الاكتئاب ذات الجرعات المنخفضة يمكن أن تخفّف أعراض متلازمة القولون العصبي. الجمع بين التغييرات الغذائية والأدوية وأساليب إدارة الإجهاد هو أفضل نهج.
تم وضع النظام منخفض الفودماب بواسطة فريق بحثي من جامعة موناش في ملبورن أستراليا، وهي أكبر جامعة في أستراليا نتائج أبحاثها رائدة. وقد تأكد الفريق البحثي أن النظام منخفض الفودماب هو الأنسب لمرضى متلازمة القولون العصبي. ويتوافر تطبيق إلكتروني تابع لجامعة موناش، يوفر جدول كامل لنظام منخفض فودماب، ومع ذلك يجب أن يتم هذا النظام تحت إشراف طبي، لأنه نظام مقيد وقد يسبب سوء تغذية للمريض إذا تم بطريقة عشوائية، وبوجه عام فإن النظام يتم على ثلاثة خطوات:
– الخطوة الأولى
تشمل الخطوة الأولى تبديل الأطعمة عالية الفودماب في نظامك الغذائي ببدائل منخفضة الفودماب، على سبيل المثال، إذا كنت تأكل عادة الخبز المحمص من القمح مع العسل في وجبة الإفطار، فيمكنك استبدالها بالعجين المخمر مع المربى. وتستمر تلك الخطوة مدة تتراوح من ٢- ٦ أسابيع.
– الخطوة الثانية
إذا تحسنت أعراض القولون العصبي بعد المدة الأولى، فعليك الانتقال للخطوة التالية، والتي تشمل الاستمرار في اتباع نظام غذائي منخفض الفودماب.
لكن في تلك الخطوة سوف تغير نوع الطعام حيث عليك تناول مجموعة واحدة فقط من أنواع الأطعمة منخفضة فودماب لمدة ٣ أيام وتراقب تأثيرها. على سبيل المثال، يمكن الاعتماد على منتجات الحليب فقط لمدة ثلاثة أيام لأنها تحتوي على نوع واحد فقط من الفودماب وهو اللاكتوز، ثم راقب تأثيره. وبعد كل ثلاثة أيام يتم تحديد الأعراض التي ظهرت عند تناول تلك الأطعمة.
– الخطوة الثالثة
والهدف منها تخفيف القيود الغذائية قدر الإمكان، حيث يتم توسيع الأطعمة المتضمنة في نظامك الغذائي، مع استبعاد الأطعمة التي سببت أعراض شديدة، وقد لا يتم استبعادها نهائيًا، لكن قد يتم تخفيفها فقط للدرجة التي توفر راحة القولون.
يستخدم نظام الفودماب للمساعدة في إدارة أعراض متلازمة القولون العصبي لدى الأشخاص الذين تم تشخيصهم بالإصابة بتلك المتلازمة.
والقولون العصبي هو من المشاكل الشائعة جدًا لدى عدد كبير من الأشخاص وتشمل أعراضه ألم أو اضطراب في البطن والانتفاخ وغازات البطن وحدوث تغيرات في حركة الأمعاء مثل الإسهال أو الإمساك أو كليهما.
تختلف الأطعمة التي تسبب آلام القولون من شخص لآخر. لتخفيف الأعراض من الضروري تجنب الأطعمة العالية الفودماب التي تؤدي إلى تفاقم مشكلات الأمعاء، بما في ذلك:
– الحليب
– منتجات الألبان
– الزبادي
– الآيس كريم
المنتجات القائمة على القمح مثل الحبوب والخبز والمقرمشات
– الفول والعدس
– بعض الخضروات مثل الخرشوف والهليون والبصل والثوم
– بعض الفواكه مثل التفاح والكرز والكمثرى والدراق.
بدلاً من ذلك، اجعل وجباتك مبنية على أطعمة منخفضة الفودماب مثل:
– البيض
– اللحوم
– أنواع معينة من الجبن، مثل جبن الماعز، جبن الكاممبرت، شيدر وفيتا حليب اللوز.
– الحبوب مثل الأرز والكينوا والشوفان.
– الخضار مثل الباذنجان والبطاطا والطماطم والخيار والكوسا.
– الفواكه مثل العنب والبرتقال والفراولة والتوت البري والأناناس.
مميزات حمية فودماب:
– يخفف من أعراض القولون العصبي
هذا النظام مفيد في كونه يقدم راحة لمرضى القولون العصبي، وقد أظهرت الأبحاث أن ٧٦% من المرضى الذين عانوا من متلازمة القولون العصبي قد تحسنت أعراضهم عند اتباع حمية منخفضة الفودماب.
– يساعد في تحديد مسببات الحساسية الغذائية
إن حمية الفودماب تعتبر علاج تشخيصي حيث لأنها تساعد في اكتشاف أنواع الأغذية التي يمكن أن تكون من مسببات الحساسية الغذائي، فيتجنب الأشخاص المصابون بالحساسية تجاه الطعام تلك الأطعمة لمنع تفاعلات الحساسية أو الأعراض غير المريحة.
سلبيات حمية فودماب
– إنها حمية مقيدة للغاية
بالرغم من أن هذا النظام الغذائي مفيد لمرضى القولون العصبي لكنه ليس سهل التنفيذ كما يعتقد البعض، حيث أنه يقيد تناول الإنسان لأنواع محددة من الطعام على المدى الطويل. كما أن الالتزام بهذا النظام طوال الوقت قد يكون صعب بالنسبة لبعض الأشخاص أو في بعض المواقف مثل تناول الطعام في المطاعم أو المناسبات الاجتماعية.
– من الصعب تعديلها
إذا كان الشخص يتبع بالفعل نظام غذائي مقيد آخر أو لديه قيود غذائية على تناول بعض الأطعمة أو نباتي، فقد لا يستطيع اتباع نظام غذائي منخفض الفودماب في نفس الوقت، وقد يكون تعديل نظام فودماب لتلبية احتياجاتهم الغذائية أمر صعب.
أيضًا فإن الأشخاص الذين يتبعون حمية أخرى قد يكونوا معرضين لخطر نقص التغذية إذا لجأوا لإتباع حمية منخفضة الفودماب في نفس الوقت
– لا يصلح للحوامل والأطفال
يعاني الكثير من النساء الحوامل والأطفال من مشاكل في الجهاز الهضمي وخاصة الإمساك، وعند البحث عن العلاج ، يلجأ الكثير من الناس إلى نظام غذائي منخفض الفودماب للتخلص من الإمساك.
ومع ذلك ، لا يتم تشجيع النساء الحوامل والأطفال على تجربة هذا النظام الغذائي، حيث لا توجد أبحاث كافية لدعم سلامة وفعالية هذا النظام الغذائي المقيّد للحوامل والأطفال.
في الختام، نظام الفودماب يعد نهجًا مفيدًا لإدارة أعراض متلازمة القولون العصبي والتحقق من مسببات الحساسية الغذائية. يقدم النظام الغذائي فرصة للأشخاص المعنيين بتحسين جودة حياتهم من خلال السيطرة على أعراضهم. ومع ذلك، يجب مراعاة أن هذا النظام يأتي مع قيود غذائية صارمة ويمكن أن يكون تنفيذه صعبًا في بعض الحالات.
ينبغي دائمًا استشارة الطبيب أو متخصص التغذية قبل البدء في نظام غذائي خاص، ويجب تنفيذه بحذر وتحت إشراف طبي. إذا تم اتباعه بشكل صحيح، يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على صحة الأفراد الذين يعانون من مشاكل في الجهاز الهضمي ومتلازمة القولون العصبي.
على الرغم من أن هناك بعض السلبيات المرتبطة بنظام الفودماب، إلا أنه يبقى أحد الأدوات المفيدة في إدارة تلك الحالات والتعرف على الأطعمة التي يجب تجنبها أو تقليل استهلاكها.
دمتم بصحة.
تعليقات