وقت القراءة: 9 دقائق
عقب انتهاء فترة الحمل ووضع الطفل يخطر ببالك العديد من التساؤلات أهمها كيف أتخلص من هذا الوزن الزائد الذي اكتسبته خلال فترة الحمل؟
تصبح معظم النساء أثقل بمقدار ٥ كجم بعد ٦-١٨ شهرًا من الولادة مقارنة بما كانت عليه قبل الحمل، كما أن الاحتفاظ المفرط بالوزن بعد الولادة عامل مساهم قوي في التطور المستقبلي لزيادة الوزن والسمنة، ومرض السكري من النوع 2، وأمراض القلب والأوعية الدموية.
علاوة على ذلك، يمكن أن يكون للوزن الزائد المكتسب خلال الحمل والرضاعة تأثيرًا تراكميًّا على زيادة الوزن في حالات الحمل اللاحقة، وبالتالي تضخيم مسار زيادة الوزن وخطر الإصابة بالسمنة خلال حياة المرأة.
وإذا كانت مثلا زيادة الوزن ما بين ٢٥ إلى ٣٥ كيلو جرامًا خلال فترة الحمل فإن الطبيب المختص ينصح بأن تتم خسارة ذلك الوزن الزائد في فترة لا تقل عن شهرين لخسارة ذلك الوزن والعودة إلى وزنك السابق قبل الحمل فقط إذا انتبهتِ إلى ما تتناولينه من طعام وحرصتِ على ممارسة التمارين الرياضية، ومن جهة أخرى إذا كنتِ تعانين من وزن زائد حتى قبل حدوث الحمل وتسبب الحمل في زيادة أخرى في الوزن فإن فقدان ذلك الوزن الزائد سوف يستغرق وقتًا أطول من شهرين بالطبع فقد لا تقل عن عام.
والفيصل في ذلك أن الوزن المكتسب خلال فترة الحمل تتم خسارته بسهولة و في وقت قصير أما الوزن الزائد قبل فترة الحمل فهو يأخذ فترة أطول من ذلك لكي يتم فقدانه بصحة وأمان ويجب أن تعلمي جيداً أنه في حالة عدم خسارة الوزن المكتسب خلال فترة الحمل وفي حالة عدم اتباع أي حمية غذائية لخسارته فسوف تكون هنالك صعوبة في التخلص من ذلك الوزن بعد فترة وسوف يلتصق بكِ، وسوف نوضح لكِ بعض الطرق التي سوف تساعدك على خسارة ذلك الوزن دون أن يؤثر ذلك عليكِ أو على صحة طفلك خلال فترة الرضاعة فيما يلي:
– لا تتبعِ أي حمية غذائية خلال فترة الرضاعة
قد يبدو ذلك غريبا من الوهلة الأولى ولكنها قاعدة هامة جدا عندما تقررين إنقاص الوزن المكتسب خلال فترة الحمل وذلك لعدة أسباب منها أنه عقب الولادة مباشرة تدخل الأم في حالة من الاكتئاب وذلك أمر من الطبيعي حدوثه لذلك ليس من المحبذ اتباع أي حمية غذائية قاسية من شأنها أن تحرمك من الأطعمة التي تفضلينها وتساعدك على الشعور بالسعادة.
ولكن ليس معنى ذلك أن تتناولي أطعمة غير صحية على الإطلاق قد تسبب لكِ زيادة في الوزن خلال فترة الرضاعة، بل وقد تؤثر أيضاً على الطفل وتتسبب له في زيادة الوزن حيث ينصح الأطباء بتناول مجموعات صغيرة متعددة من الوجبات المتنوعة طوال اليوم، حيث أن تلك الوجبات الصحية الغنية بالفيتامينات مفيدة بأنها كفيلة بأن تشعرك بالشبع والامتلاء ومفيدة أيضاً في إدرار الحليب.
– تناولي الأطعمة ذات القيمة الغذائية العالية أثناء فترة الرضاعة
عندما تكونين أما حديثة وتقومين بالرضاعة الطبيعية فأنت تحتاجين أن تمدي الجسم بأطعمة ذات قيمة وعناصر غذائية مرتفعة لذا قومي باختيار الوجبات ذات القيمة الغذائية المرتفعة ولكن قليلة السعرات الحرارية والدهون ومن تلك الأطعمة الغنية الأسماك فهي غنية بالفيتامينات والأوميجا 3 والفوليك أسيد التي تمد الطفل بالتغذية والتي يحتاجها من أجل بناء جهاز مناعة قوي.
ويُنصح أيضاً بتناول الزبادي وشرب اللبن ٣ مرات يومياً على الأقل نظرًا لاحتوائها على نسبة كبيرة من الكالسيوم، وتعوض الجسم ما يفقده من كالسيوم خلال فترة الرضاعة وتفيد في تقوية العظام، وينصح أيضا الحرص على إمداد الجسم بالبروتين، لأنها يساعد على تحفيز عملية الحرق حيث ينصح بتناول اللحوم الحمراء والدجاج والبيض والألياف الغنية بها الخضروات والفواكه التي تساعدك على الشعور بالشبع لفترات طويلة.
– الرضاعة الطبيعية هي أفضل وآمن وسيلة لإنقاص الوزن
الرضاعة الطبيعية هي خير مساعد لكِ في رحلتك لفقدان الوزن بعد الولادة على عكس الاعتقاد الشائع بأن الرضاعة الطبيعية تسبب زيادة الوزن، مما يدفع بعض الأمهات إلى التوقف عن الرضاعة الطبيعية وتغذية الأطفال بتغذية خارجية وبالفعل فقد تحدث زيادة هائلة في الوزن أثناء فترة الرضاعة الطبيعية، ولكن ذلك ليس بسبب الرضاعة الطبيعية بل بسببك أنت فمعظم الأمهات يعتقدن أن الرضاعة الطبيعية هي رخصة لتناول أي شيء وكل شيء، حتى لو كانت أطعمة غير صحية ذات سعرات حرارية مرتفعة.
ولكن إذا قمتي بتناول الأطعمة الصحية المفيدة والغنية بالعناصر الغذائية وذات سعرات حرارية قليلة سوف يساعدك ذلك سريعا على العودة إلى الوزن السابق قبل الحمل وخسارة كل ذلك الوزن الزائد.
– شرب الماء يساعد على إنقاص الوزن بأمان أثناء فترة الرضاعة
قومي بشرب الكثير من الماء طوال اليوم خلال فترة الرضاعة الطبيعية فذلك يقيكِ من حدوث الجفاف وكذلك يساعد على الشعور بالشبع والامتلاء ويعمل على تحفيز عملية الحرق حيث ينصح بشرب ٨ أكواب من الماء على الأقل على مدار اليوم.
– تحركي كثيراً لتحرقي المزيد من السعرات الحرارية
تناول أطعمة صحية أمر مطلوب ولكن ينصح أيضا بممارسة الرياضة أثناء فترة الرضاعة الطبيعية عقب الولادة مثل تمارين الأيروبكس وذلك للحفاظ على بنية العضلات لديك لأنه بعد الولادة يعاني الكثير من كبر حجم البطن أو حدوث ترهلات، والسبب في ذلك هو انعدام الحركة وانعدام ممارسة الرياضة.
وإذا أردتِ تجنب كبر حجم البطن عقب الولادة ينصح بممارسة الرياضة وخاصة رياضة المشي، وذلك أيضا من أجل تقوية العظام كما أنها تساعد على النوم لعدد ساعات كافية وتساعد أيضاً في تقليل التوتر والتخلص من الاكتئاب الذي يأتي عقب الولادة.
– احصلي على قدر كاف من النوم
على الرغم من أنه من الصعب الحصول على عدد ساعات كافية من النوم خلال فترة الليل خاصة في حالة وجود طفل حديث الولادة، إلا أنه أُثبت أن الأمهات اللاتي تنامن ٥ ساعات خلال الليل لا يستطعن أن يتخلصن من الوزن الزائد على عكس الأمهات اللاتي ينمن ٧ ساعات، فهن يتخلصن من ذلك الوزن الزائد خلال فترة الحمل بسهولة ويسر حيث إن الحرمان من النوم يجعل الجسم يعمل على إطلاق الكولسترول الضار LDL وكذلك انعدام إفراز هرمون الشبع وضعف عملية حرق الدهون وزيادة التوتر وكذلك يحرمك من الاهتمام بذاتك صحيا وجماليا، وأفضل نصيحة لتجاوز ذلك الأمر هو أن تنامي عندما ينام طفلك خلال النهار اغتنمي تلك القيلولة القصيرة التي يقوم بها طفلك ونامي عندما ينام وسوف تحصلين على عدد ساعات كافية طوال اليوم حتى خلال ساعات الليل.
كلما قلت مدة الرضاعة ازداد وزن المرأة، حيث تم التأكيد أن لمدة الرضاعة الطبيعية القصيرة علاقة بخطر زيادة كتلة الجسم لدى النساء، في حين أن لفترة الرضاعة الطبيعية الطويلة تأثيرًا معاكًسا، أي انخفاض كتلة الجسم. وزيادة الوزن لدى النساء اللواتي أنجبن أكبر بكثير من النساء اللواتي لم يلدن.
والمعروف علميًّا وطبيًّا أن زيادة الوزن يكون سببها الحمل، وليس الرضاعة لأن الرضاعة تجعل السيدة تفقد كثيرًا من السعرات الحرارية يوميًا، فالعكس هو الصحيح إذا ما بالغت الأم في تناول الطعام بحجة زيادة كمية اللبن، فكثير من الأمهات يلجأن لتناول الطعام الدسم والحلويات لزيادة كمية اللبن حسب نصيحة الأصدقاء والأقارب، فتكون النتيجة هي زيادة الوزن للمرضع بشكل لافت.
وعلى عكس ذلك نجد كثيرًا من المرضعات يرددن مقولة إن الرضاعة تحرمني من مجموعة من المأكولات والمشروبات، وأقول لهؤلاء الأمهات: يجب الاهتمام والملاحظة عند تناول أطعمة معينة يمكنها أن تسبب المتاعب لطفلك مثل البصل والثوم (النيئ أي غير المطبوخ) والكرنب، وإذا لم تسبب هذه الأطعمة أي متاعب لطفلك فلا داعي للامتناع عنهم. ومن المهم أن تتناول المرضع كميات كافية من الماء والسوائل أثناء الرضاعة لإدرار اللبن بكميات كافية.
يعتمد ذلك على عدة عوامل أهمها:
– السعرات الحرارية التي تتناولها المرأة
– النشاط البدني
– الوزن الذي اكتسبته خلال فترة الحمل
– كمية الحليب الذي تنتجه
عادة، وزنك خلال الرضاعة يتعرض للنزول الوزن التدريجي والمستمر هو الأمن للأم والطفل وذلك لضمان عدم تأثير كمية الحليب للرضاعة. يمكن للمرأة بأن تخسر نصف كيلو أسبوعيًا من وزنها أي ما يعادل ٢ كيلو بالشهر. لتستعيد وزنها كما كان قبل الحمل فهي تحتاج إلى ٤ -٦ أشهر تقريبًا.
قد تحتاج المرأة إلى فترة زمنية أطول إذا اكتسبت وزن أعلى من الطبيعي في فترة الحمل. من الجدير بالذكر، أن المعدل الطبيعي لزيادة الوزن خلال فترة الحمل للمرأة ذات الوزن الطبيعي هو من ٨- ١٢ كيلو.
ختامًا إليك بعض النصائح للمرضعة فيما يخصّ ذلك، أهم النصائح لخسارة الوزن خلال فترة الرضاعة الطبيعية:
– عدم اتباع حميات قاسية وعدم تقليل السعرات الحرارية لأقل من ١٨٠٠ سعرة باليوم حتى لا يتأثر إدرار الحليب.
– شرب كمية كافية من الماء والسوائل.
– تناول أطعمة صحية ومتنوعة من جميع المجموعات الغذائية
– ممارسة الرياضة بانتظام.
دمتِ بصحة.
تعليقات