وقت القراءة: 6 دقائق
يعتبر كل من الصوديوم والبوتاسيوم من الكهارل الضرورية لعمل الجسم بشكل طبيعي، وللحفاظ على السوائل وحجم الدم في الجسم. ولكن كيف يؤثر انخفاض أو زيادة الصوديوم والبوتاسيوم على صحتك واحتباس الماء؟
يؤثر كلٌ من الصوديوم والبوتاسيوم معاً وفي علاقة عكسية؛ حيث يوجد البوتاسيوم داخل الخلية، بينما يوجد الصوديوم خارج الخلية، وبالتالي فإنّ ارتفاع مستوى البوتاسيوم يؤدي إلى انخفاض مستوى الصوديوم، والعكس صحيح، ووجودهما على كِلا الجانبين من جدار الخلايا يخلق ما يشبه بالمضخة التي تسحب البوتاسيوم إلى داخل الخلية، وتدفع الصوديوم إلى الخارج، وتنتج عملية التبادل هذه طاقة تساعد على نقل الإشارات العصبية على طول الأعصاب، وتغذي عملية انقباض العضلات.
يُعدّ كل من البوتاسيوم والصوديوم من الإلكتروليات، ويُساعدان الكلى على القيام بعملها بشكل سليم، كما يُساهمان في عملية إنتاج الطاقة، وفي توازن السوائل في الجسم.
للصوديوم فوائد عدة، وفيما يأتي بعض منها:
– يساعد على نقل الإشارات العصبية على طول الأعصاب.
– يُساهم في عملية انقباض وانبساط العضلات.
– يُساعد على المحافظة على الاتزان في مستوى السوائل والمعادن في الجسم.
فيما يأتي بعض من فوائد البوتاسيوم للجسم:
– التقليل من مستوى ضغط الدم: حيث وُجد أنّ هناك علاقة بين انخفاض مستوى البوتاسيوم، وبين ارتفاع ضغط الدم، إذ إنّه يمتلك دوراً في التحكم أو تقليل خطر ارتفاع مستويات ضغط الدّم.
– التقليل من خطر الإصابة بأمراض القلب: حيث وجد أنّ تناول المزيد من البوتاسيوم، يقلل من خطر الإصابة بالأمراض القلبية والأوعية الدموية والسكتة الدّماغية.
المحافظة على حجم الكتلة العضلية: إذ يمتلك دوراً في تحسين صحة العظام، وزيادة كثافة المعادن فيها، والحفاظ على كتلة العضلات خاصةً مع التقدم في العمر.
زيادة الصوديوم في جسم الإنسان تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وتؤدي إلى بعض أمراض القلب وتؤدي إلى زيادة سرعة الأيض القاعدي وزيادة سمك الشعيرات الدموية في الجلد والأظافر، بينما تأثير انخفاض مستوى الصوديوم ونقصه في الجسم أيضاً مشكلة. حيث يؤدي نقص الصوديوم إلى ألم في العضلات وتصلبها خصوصا في الأطراف والبطن مع صداع وشعور بدوار وإسهال وفقدان الشهية. ونقص الصوديوم في الأطفال يؤدي إلى تأخر النمو أو توقفه وللصوديوم دور في نشاط الشعيرات الدموية وكذلك دور في استهلاك الأكسجين.
يساهم البوتاسيوم برفقة الصوديوم بتدفق السوائل بين الخلايا، بالتالي الحِفاظ على توازن الماء داخل وخارج الخلايا وإرسال مواد معيّنة لداخل الخليّة. وتنظيم درجة حموضة الجسم pH.
ومساعدة الخلايا العصبيّة على التواصل فيما بينها بإرسال الإشارات اللازمة. وأيضًا الحِفاظ على المستوى الطبيعي لضغط الدم.
من أبرز مضاعفات وأضرار ارتفاع البوتاسيوم ما يلي:
– عدم انتظام في ضربات القلب
حيث إن البوتاسيوم يساهم في تنظيم ضربات القلب، لأنه يساعد على التحكم بالإشارات الكهربائية في عضلة القلب، وعند ارتفاع مستواه يتسبب باضطرابات في ضربات القلب.
– الإصابة بنوبة قلبية
رغم عدم شيوعها بكثرة، لكن عدم معالجتها قد تسبب نوبة قلبية.
– ضعف العضلات أو شللها
وذلك لأن البوتاسيوم يساعد العضلات والأعصاب على إرسال الإشارات. حيث إن ضعف أو شلل العضلات يمكن أن يصيب القدمين أو الساقين أو عضلات الجهاز التنفسي، وفي مثل هذه الحالات، يجب طلب المساعدة الطبية على الفور.
– مصادر غذائية تحتوي على الصوديوم والبوتاسيوم معاً
لا توجد العديد من المصادر الغذائية التي تعدّ غنية بالصوديوم والبوتاسيوم معاً، ومن الخيارات التي تحتوي على الصوديوم بكثرة مع كمية بسيط من البوتاسيوم؛ الجمبري المطبوخ، وشوربة الخضار، وجبنة القريش، وعصير الخضراوات، والبيتزا، والفطر المعلب.
– مصادر غذائية غنية بالصوديوم
توجد العديد من المصادر الغذائية التي تحتوي على الصوديوم بكثرة، مثل؛ ملح الطعام، والمخللات، وبذور دوار الشمس المحمصة، والمحار، والفاصوليا المُعلبة والمملحة، والخبز الفرنسي، وجبنة البارميزان، والبودنج الجاهزة، والسندويشات، والجبنة المطبوخة، واللحوم المُجففة، واللحوم المصنعة، والبسكويت المملح، وإضافات السلطة، واللحوم، والأسماك، والدواجن المُعلبة، والأطعمة المُجمدة، والنقانق.
– مصادر غذائية غنيّة بالبوتاسيوم
هناك العديد من المصادر الغذائية التي تحتوي على البوتاسيوم بكثرة، مثل؛ الموز، والأفوكادو، والبطاطا الحلوة، والسبانخ، والبطيخ، وماء جوز الهند، والفاصوليا البيضاء، والفاصوليا السوداء، ومعجون الطماطم، والبطاطا، والمشمش المُجفف، والسلق، والشمندر الأحمر، والرمان.
تُعدّ الكمية الموصى بتناولها من البوتاسيوم للبالغين هي ٣٤٠٠ مليغرام يومياً للرجال ٢٦٠٠ مليغرام يومياً للنساء وفي معظم الحالات يُفضل تناوُل مكملات البوتاسيوم، ولكن يجب الانتباه إلى أنّ الزيادة في مستويات البوتاسيوم قد يكون ضاراً على الجسم، حيث يجب ألا تزيد عن ٦ ملي مول لكل لتر، وتظهر أعراض زيادة مستوياته في الجسم كما يأتي:
– خفقان في القلب
– ضيق في التنفس
– آلام في الصدر
بينما تُعدّ المشكلة الأساسية مع الصوديوم هي كثرة استهلاكه، لذا فإنّ الكمية الموصى بتناولها من الصوديوم للبالغين من الرجال والنساء هي ٢٣٠٠ مليغرام يومياً كأقصى حد؛ أي ما مقداره ملعقة شاي صغيرة من الملح، كما يجب الانتباه إلى الكمية المُتناولة من الصوديوم خاصةً للذين يُعانون من ارتفاع في ضغط الدّم، حيثُ يُمكن أن تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.
ختامًا يجب معرفة أهمية مراقبة استهلاك الصوديوم والبوتاسيوم والحفاظ على توازنهما ويعتبر اختلال التوازن بين الصوديوم والبوتاسيوم سيء للقلب والصحة حيث أن البوتاسيوم والصوديوم حيويان للحياة، فالمضخات الجزيئية التي تدفع البوتاسيوم داخل الخلايا وتدفع الصوديوم خارجها، تولد بطارية كيميائية تقوم بتوجيه عمليات إرسال الإشارات عبر الأعصاب، كما تمكن العضلات من التقلص. والبوتاسيوم والصوديوم يساعدان الكليتين على العمل بشكل مناسب، كما أنهما مهمان لتوليد الطاقة والحفاظ على توازن السوائل. كما بدأ العلماء في فهم دورهما في صحة العظام.
دمتم بصحة.
تعليقات