وقت القراءة: 6 دقائق
بينما يعتبر نظام الأكل خالٍ من الغلوتين خيارًا غذائيًا ضروريًا للأشخاص الذين يعانون من حساسية الغلوتين أو داء القرحة الحساسة للغلوتين، فإنه أيضًا أصبح محور اهتمام للكثيرين الذين يسعون إلى فقدان الوزن وتحسين صحتهم. يثير سؤال هل اتباع هذا النوع من النظام الغذائي يمكن أن يؤدي إلى إنقاص الوزن؟ تحديد ما إذا كانت حمية خالية من الغلوتين فعالة في فقدان الوزن يتطلب فهمًا عميقًا لتأثير الغلوتين والأطعمة المتعلقة به على الصحة والوزن.
الغلوتين هو بروتينات طبيعية يمكن العثور عليها في العديد من الأطعمة وهو مركب بروتيني موجود بشكل طبيعي في بعض الحبوب، بما في ذلك القمح والشعير والشوفان. ويتوفر أيضًا في بعض مستحضرات التجميل، مثل: بلسم الشفاه، وبعض المكملات الغذائية والأدوية، كما يستخدم في صنع بعض الأغذية، مثل: المعجنات، والمعكرونة حيث يمنحها التماسك والمرونة. من أبرز مصادره:
– الأطعمة المصنوعة من الحبوب، مثل: القمح
– الخبز
– الحلويات
– الكعك والفطائر
– البطاطا المقلية
– المعكرونة
– اللحوم المصنعة
– مشتقات الشعير، بما في ذلك خبز وخل الشعير
– بعض أنواع صلصة الصويا
– الحماية من السكتات الدماغية
الأشخاص الذين يتناولون الغلوتين من ٢ – ٣ حصص يوميًا ينخفض لديهم خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.
– خفض خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني
الأشخاص الذين تناولوا هذا الغلوتين لديهم فرصة أقل للإصابة بداء السكري من النوع الثاني بنسبة ١٣% من أولئك الذين لا يشمل نظامهم الغذائي هذا البروتين.
– تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب
وُجد أن استهلاك هذا البروتين ارتبط بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية.
– الوقاية من سرطان القولون والمستقيم
تناول الحبوب الكاملة التي تحتوي على هذا البروتين قد تقلل من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم.
يستثني ذلك النظام الغذائي أي أطعمة تحتوي على الغلوتين، وهو بروتين موجود في القمح والعديد من الحبوب الأخرى.
وهو ما يعني تناول الأطعمة الكاملة فقط التي لا تحتوي على الغلوتين، مثل الفواكه والخضروات واللحوم والبيض، وكذلك الأطعمة المصنعة الخالية من الغلوتين مثل الخبز أو المعكرونة الخالية من الغلوتين.
حساسية الغلوتين نتيجة مهاجمة جهاز المناعة الذاتية بطانة الأمعاء الدقيقة كردة فعل طبيعية عند تناول هذا البروتين، مما يؤدي إلى عدم امتصاص المواد المغذية في مجرى الدم.
الانتفاخ، والإسهال، والتعب، والصداع.
أما موانع تناول الغلوتين:
تجدر الملاحظة هنا أن هناك مجموعة من الحالات الطبية التي يجب عليها تجنب الغلوتين، وهي كالآتي:
– مرضى الاضطرابات الهضمية
وهو مرض يصيب الأشخاص عند تناول بعض الأطعمة التي تحتوي على الغلوتين.
– حساسية القمح
الأشخاص المصابون بهذه الحساسية لا يُنصح بتناولهم لهذا البروتين تجنبًا لظهور بعض الأعراض، مثل: التورم، والحكة في الفم أو الحلق، وضيق في التنفس.
– التهاب الجلد الهربسي الشكل
قد يسبب هذا البروتين طفح جلدي أحمر اللون للأشخاص المصابين بالتهاب الجلد الهربسي الشكل، ويكون على شكل بثور أو نتوءات.
– التوحد
وُجدت صلة بين مرض التوحد واستهلاك الغلوتين، فالمصابون لديهم فرصة أكبر في إنتاج الأجسام المضادة (Antigliadin IgG)، والتي يمكن أن تتفاعل معه بشكل سلبي.
غالبًا ما يفقد الأشخاص الذين يتبعون نظامًا غذائيًا خاليا من الغلوتين الوزن، ولكن هذا يرجع عادةً إلى استبعادهم أيضًا تناول الكثير من الأطعمة المصنعة والكربوهيدرات المكررة التي تحتوي على الغلوتين.
إذا توقفت عن تناول الغلوتين لإنقاص الوزن، فمن المهم مراقبة أحجام حصصك من الأطعمة البديلة وممارسة التمارين الرياضية بانتظام وتناول الكثير من الأطعمة الكاملة مثل الفواكه والخضروات والبروتينات الخالية من الدهون.
لا توجد علاقة مباشرة بين حساسية الغلوتين وزيادة الوزن، لكن من الممكن أن تسبب حساسية الغلوتين انتفاخ البطن والإمساك أحيانًا لدى الأشخاص الذين يعانون من حساسية الغلوتين وما زالوا يتناولون الأطعمة التي تحتوي على الغلوتين حيث يمكن أن تسبّب هذه الأعراض شعورًا لدى الشخص بأنّه قد اكتسب وزنًا زائدًا. زد على ذلك، أنّ الاعتماد على منتجات الألبان كاملة الدسم والحلويات والدهون والخضروات النشوية عوضًا عن الأطعمة المحتوية على الغلوتين للتخفيف من أعراض حساسية الغلوتين، يمكن أن يؤدّي إلى تناول الكثير من السعرات الحرارية الزائدة عن الاحتياج اليومي مما يؤدّي إلى زيادة الوزن.
كذلك الحال بالنسبة لبعض الأطعمة الخالية من الغلوتين التي تحتوي على نسبة عالية من الكربوهيدرات المُكرّرة والدهون والسكر والملح، فمن الممكن أن تؤدّي إلى زيادة الوزن لا سيّما عند الاعتماد عليها بشكل أساسيّ وتناولها بكميّات كبيرة.
من جانب آخر، يمكن أن يؤدّي اتّباع حمية خالية من الغلوتين للأشخاص الذين يعانون من حساسية الغلوتين إلى زيادة الوزن بسبب تحسّن امتصاص العناصر الغذائية، وتقليل انزعاج المعدة، وزيادة الشهية.
أيًّا كانت العلاقة بين حساسية الغلوتين وزيادة الوزن أو فقدانه، لا بدّ من اتّباع نظام غذائي صحي للحفاظ على وزن صحي أثناء اتباع نظام غذائي خالٍ من الغلوتين لمن يعانون من حساسية الغلوتين، لذلك نقدم فيما يأتي بعض النصائح:
– ملء حوالي نصف طبق الطعام بالخضروات يجعل النظام الخالي من الغلوتين مشبِع وقليل السعرات الحرارية ومليء بالعناصر الغذائية.
– التقليل من تناول الحلويّات والدهون، مثل الكعك الخالي من الغلوتين الغني بالدهون والسكر واستبداله بالحلويّات التي تعتمد على الفواكه.
– اختيار مصادر البروتين قليلة الدسم، مثل: اللحوم الخالية من الدهون، والدجاج بدون الجلد، والأسماك والمأكولات البحرية غير المقلية، ومصادر البروتين الصحيّة الأخرى، مثل: الفول، والعدس.
– اختيار مشتقّات الألبان قليلة الدسم، مثل: الحليب قليل الدسم أو الخالي من الدسم، والأجبان قليلة الدسم، ولبن الزبادي قليل الدسم أو الخالي من الدسم.
– زيادة النشاط البدني فهو مهمّ للحفاظ على وزن صحيّ، مثل: المشي، وصعود الدرج على القدمين عوضًا عن ركوب مصعد، وغيرها.
وأخيرًا، يمكن القول بأنّ حساسية الغلوتين وزيادة الوزن أو فقدانه لا علاقة لها بوجود الغلوتين أو عدم وجوده، حيث يمكن أن يكون النظام الغذائي الخالي من الغلوتين أعلى في الخضروات والفواكه وغيرها من الخيارات الصحية الأخرى وبالتالي يمكن أن يؤدّي إلى فقدان الوزن. أو يمكن أن يعتمد بشكل كبير على الأطعمة المُعالجة الخالية من الغلوتين والتي تحتوي على نسبة عالية من الدهون والسكر والتي يمكن أن تؤدي إلى زيادة الوزن.
دمتم بصحة.
تعليقات