وقت القراءة: 4 دقائق
غالباً ما يُعتبر النوم الكافي خلال الليل على أنه علاج للإرهاق، ومُفتاح لإعادة ضبط مستويات الطاقة في الجسم، ومع ذلك، ستمر عليك أوقات تستمتع فيها بثماني ساعات من النوم العميق، ثم تستيقظ وكأنك لم تنم على الإطلاق. يُمكِن أن تكون هذه الظاهرة مُحيّرة ومُحبِطة، ولكن من الضروري أن نفهم أن جودة نومك مُهِمة بنفس أهمية كمية النوم. في هذه المقالة، سنكتشف العوامل المختلفة التي قد تجعلك تشعر بالتعب على الرغم من حصولك على قسطٍ كافٍ من النوم.
1- أهمية جودة النوم مُقابل كمية النوم
في حين أن عدد ساعات النوم أمر بالغ الأهمية، فإن جودة تلك الساعات لها نفس القدر من الأهمية، إن لم يكن أكثر. تتكون دورات نومك من مراحل مختلفة، بما في ذلك النوم العميق ونوم حركة العين السريعة (REM)، حيث يقوم جسمك خلال هذه المراحل العميقة ومراحل حركة العين السريعة باستعادة وتجديد شبابه، فإذا كُنت تستيقظ بشكل متكرر خلال هذه المراحل الهامّة، فقد تتعرض جودة نومك للخطر حتى لو كنت تنام لمدة ثماني ساعات.
2- اضطرابات النوم
يُمكِن لبعض اضطرابات النوم، مثل انقطاع التنفُّس أثناء النوم أو مُتلازمة تملمُل الساق، أن تُعطّل أنماط نومك وتمنعك من الوصول إلى مراحل النوم الأكثر عُمقاً والأكثر تجديداً. على سبيل المثال، قد يُعاني الأشخاص الذين يُعانون من انقطاع التنفُّس أثناء النوم من انقطاعات عديدة في التنفُّس أثناء اللّيل، مما يُؤدّي إلى نوم مُتقطّع بجودة مُتدنّية.
3- التوتُّر والقَلَق
تلعب العوامل العقلية والعاطفية دوراً مُهِماً في جودة النوم، إذ يُمكِن أن يُؤدّي التوتُّر والقَلَق والأفكار المُتسارعة إلى إبقاء عقلك نشيطاً حتى عندما يكون جسمك في حالة راحة، ويُمكِن أن تؤدي هذه العوامل إلى نوم أخف وأقل راحة، مما يجعلك تشعر بالتعب في الصباح.
4- عادات النوم السيّئة
يُمكِن لعادات معينة أن تُؤثّر على جودة نومك، حتى لو بقيت في السرير لمدة ثماني ساعات، وتشمل هذه العادات ما يلي:
– قضاء وقت طويل أمام الشاشات قبل النوم: يُمكِن للضوء الأزرق المُنبعِث من الشاشات أن يُعطّل إنتاج الجسم للميلاتونين، وهو الهرمون الذي يُنظّم النوم.
– وقت النوم غير المُنتظم: إن النوم والاستيقاظ في أوقات مختلفة كل يوم يُمكِن أن يُربِك الساعة الداخلية لجسمك.
– تناول الكافيين أو الكُحول قبل النوم: يُمكِن أن تتداخل هذه المواد مع أنماط نومك.
– بيئة النوم لا تُساعِد على الراحة: يُمكِن أن تُؤدّي غرفة النوم الصاخبة أو غير المُريحة إلى الاستيقاظ المُتكرّر.
5- الحالات المرضية
يُمكِن أن تُؤدّي بعض الحالات المرضية، مثل اضطرابات الغُدّة الدّرقية أو مرض السُكري أو الألم المُزمِن، في الشعور بالتعب، حتى بعد النوم ليلة كاملة، إذ يُمكِن لهذه الظُّروف أن تُعطّل نومك وتجعل من التعافي بشكل كامل أثناء اللّيل أمراً صعباً على جسمك.
6- سوء التغذية وقِلّة مُمارَسة الرياضة
يُمكِن أن تُؤثّر خيارات أسلوب حياتك على جودة نومك، فإن اتباع نظام غذائي غني بالسُكر والأطعمة المُصنّعة يُمكِن أن يُؤدّي إلى تقلُّبات في مُستويات السُكر في الدم، مما يجعلك تستيقظ أثناء اللّيل، كذلك فإن أسلوب الحياة الكسول يُمكِن أن يُساهِم أيضاً في تدني جودة النوم.
7- الأدوية
يُمكِن أن يكون لبعض الأدوية آثار جانِبية تتعارض مع النوم، لذا إذا كُنت تتناول أدوية وتُعاني من التعب المُستمِر، فاستشر مقدم الرعاية الصحية لمُناقشة البدائل أو التّعديلات التي يُمكن إجراؤها على علاجك.
الخُلاصة:
قد يكون الشعور بالتعب بعد النوم ليلة كاملة أمراً مُحبِطاً، ولكنها مُشكِلة شائعة ولها أسباب مُحتمَلة مُختلفة. من الضروري تحسين كمية ونوعية نومك، مع الأخذ في الاعتبار عوامل مثل اضطرابات النوم، والتوتُّر، وخيارات أسلوب الحياة، والحالات المرضية. إذا كنت لا تزال تُعاني من التعب المُستَمِر على الرغم من إجراء التعديلات اللّازمة، فمن المُستحسن استشارة أخصّائي الرعاية الصحية الذي يُمكِنه المُساعدة في تحديد السّبب الأساسي وتقديم الإرشادات لتحسين نوعية نومك. تذكر أن فهم الأسباب الجذرية لمشاكل نومك ومُعالجتها يُمكِن أن يُؤدّي إلى ليالي أكثر راحة وصباح أكثر نشاطاً.
تعليقات