نقص الحديد، هل يُسبّب تساقط الشعر؟ اكتشف العلاقة بينهما

كتب بواسطة Nevert Badi
سبتمبر 24, 2024

وقت القراءة: 6 دقائق

نقص الحديد، هل يُسبّب تساقط الشعر؟ اكتشف العلاقة بينهما

مقدّمة

يُعتبر تساقُط الشعر مصدر قلق مشترك لدى الكثيرين، حيث يُصيب الرجال والنساء على حدٍ سواء من جميع الأعمار. وبينما تلعب العوامل الوراثية والاختلالات الهرمونية والعمر دوراً مهماً في تساقُط الشعر، يُمكن أن تساهم عدة عوامل أخرى أيضاً في هذه الحالة، وأحد هذه العوامل هو نقص الحديد، وهو نقص غذائي مُنتشِر في جميع أنحاء العالم. تستكشف هذه المقالة العلاقة بين نقص الحديد وتساقُط الشعر، وتتعمّق في الآليات الفسيولوجية والحلول المحتملة لمعالجة هذه المُشكلة.

 

فهم الحديد ودوره في الجسم

إن الحديد معدن أساسي يلعب دوراً هاماً في وظائف الجسم المُختلفة، وتتمثل إحدى وظائفه الأساسية في تكوين الهيموجلوبين، وهو بروتين موجود في خلايا الدم الحمراء مسؤول عن نقل الأكسجين من الرئتين إلى الأنسجة في جميع أنحاء الجسم. يُعد الحديد أيضاً مُكوناً رئيسياً في الميوجلوبين، وهو بروتين يُخزّن ويُطلِق الأكسجين في خلايا العضلات. بالإضافة إلى ذلك، يُشارك الحديد في تفاعلات الإنزيمات المُتعلقة بإنتاج الطاقة وتخليق الحمض النووي ووظيفة المناعة.

 

العلاقة بين نقص الحديد وتساقُط الشعر

إن نمو الشعر عملية مُعقّدة تتأثر بعوامل مُختلفة، بما في ذلك العوامل الوراثية والهرمونات والحالة التغذوية، وتتكون دورة نمو الشعر من ثلاث مراحل: طور التنامي (مرحلة النمو)، والتراجع (المرحلة الانتقالية)، والتيلوجين (مرحلة الراحة). وفي أي وقت من الأوقات، يكون حوالي 90٪ من شعر فروة الرأس في طور التنامي، في حين أن 10٪ المتبقية في طور الراحة.

يُمكن أن يُؤدي نقص الحديد إلى تساقُط الشعر من خلال حالة تعرف باسم تساقط الشعر الكربي، الذي يحدُث عندما يدخل عدد كبير من بصيلات الشعر إلى مرحلة التيلوجين (الراحة) قبل الأوان ويسقُط أكثر من المعتاد. في هذه الحالة، يكون تساقط الشعر منتشراً، مما يعني أنه يحدث في جميع أنحاء فروة الرأس وليس في مناطق معينة. إن الآلية الدقيقة وراء تساقُط الشعر الكربي المُرتبط بنقص الحديد ليست مفهومة تماماً، ولكن يُعتقد أنها مُرتبطة بالتغيرات في دورة نمو الشعر بسبب تأثير الحديد على العمليات الخلوية.

 

تأثير الحديد على نمو الشعر

تتطلّب بُصيلات الشعر، مثل غيرها من الخلايا سريعة الانقسام في الجسم، إمداداً ثابتاً بالأكسجين والمواد المُغذّية لتعمل على النحو الأمثل. ويقلّل نقص الحديد من قدرة الدم على حمل الأكسجين، مما يُؤدي إلى انخفاض توصيل الأكسجين إلى بُصيلات الشعر وبالتالي التأثير على نموها وصحتها. نتيجة لذلك، تُصبح بُصيلات الشعر أضعف وأكثر عُرضة للتساقُط خلال مرحلة التيلوجين (الراحة).

علاوة على ذلك ، يُمكن أن يُؤثّر نقص الحديد أيضاً على إنتاج الميلانين، وهي الصّبغة المسؤولة عن لون الشعر، وفي بعض الحالات، قد يُؤدي ذلك إلى تغيُّرات في لون الشعر، مثل زيادة الشّيب.

 

علامات نقص الحديد

إن تشخيص نقص الحديد أمر بالغ الأهمية لمنع والسيطرة على تساقُط الشعر، وتشمل العلامات الشائعة لنقص الحديد ما يلي:

– التعب والضعف.

– شحوب الجلد.

– ضيق التنفس.

– الدوخة أو الدوار.

– برودة اليدين والقدمين.

– هشاشة الأظافر.

– متلازمة تملمُل الساقين.

– الإصابة المُتكرّرة بالإلتهابات.

– الإصابة باضطراب بيكا أو شهوة الغرائب (الرغبة الشديدة في تناول المواد غير الغذائية مثل الثلج أو الطين).

إذا كان شخص ما يعاني من تساقُط الشعر بشكل كبير مع الإحساس بواحد أو أكثر من هذه الأعراض، فمن الضروري استشارة أخصّائي الرعاية الصحية للحصول على التقييم والتّشخيص المُناسبين، ويُمكِن لفحص الدم قياس مُستويات الحديد وتحديد إذا ما كان الشخص يُعاني من نقص الحديد أو الأسباب الكامنة الأخرى المُحتملة لتساقُط الشعر.

 

مُعالجة تساقُط الشعر المُرتبط بنقص الحديد

لحُسن الحظ، غالباً ما يُمكن مُقاومة تساقُط الشعر المُرتبط بنقص الحديد من خلال العلاج المُناسِب. وتتمثّل الخطوة الأولى في تحديد سبب نقص الحديد، والذي قد يشمل عدم كفاية المدخول الغذائي من الحديد، أو ضعف امتصاصه، أو فقدان الدم المُزمِن.

– التّغييرات الغذائية: إن زيادة تناول الحديد من خلال اتباع نظام غذائي متوازن هو النهج الأولي لمعالجة نقص الحديد الخفيف، ويجب تناول الأطعمة الغنية بحديد الهيم (الموجود في المنتجات الحيوانية) والحديد غير الهيم (الموجود في المصادر النباتية) في النظام الغذائي. وتشمل مصادر حديد الهيم اللُّحوم الحمراء والدواجن والمأكولات البحرية، بينما تشمل مصادر الحديد غير الهيم الخُضار الورقية الخضراء والعدس والتوفو والحبوب المُدعّمة.

– مُكمّلات الحديد: في حالات نقص الحديد الشّديد أو عندما تكون التغييرات الغذائية غير كافية، قد يوصي مقدمو الرعاية الصحية بمُكمّلات الحديد، وهذه المُكمّلات مُتوفرة مع وبدون وصفة طبية ويُمكن أن تُساعِد في تجديد مُستويات الحديد في الجسم.

– مُعالجة السبب الكامن: إذا كان نقص الحديد ناتجاً عن فقدان الدم المُزمِن بسبب الحيض أو مشاكل الجهاز الهضمي أو حالات طبية أخرى، فإن علاج السّبب الأساسي أمر ضروري لمنع التّكرار.

– تناول فيتامين سي: يُمكن أن يُؤدي استهلاك الأطعمة أو المُكمّلات الغنية بفيتامين سي إلى تعزيز امتصاص الحديد من المصادر النباتية، حيث يُساعد فيتامين سي في تحويل الحديد غير الهيم إلى شكل أكثر قابلية للامتصاص.

– تجنُّب الإفراط في تناول الحديد: في حين أن نقص الحديد هو مصدر قلق، فإن تناول الحديد المُفرِط يُمكِن أن يكون ضاراً أيضاً، لذا من الضّروري عدم التشخيص الذاتي أو تناول مُكمّلات الحديد بنفسك دون توجيه طبي، حيث يُمكِن أن تُؤدي مُستويات الحديد الزائدة إلى التّسمُّم.

 

الخُلاصة:

يُمكِن أن يُسبِّب نقص الحديد بالفعل تساقُط الشعر من خلال تساقط الشعر الكربي، وهي حالة تُعطّل دورة نمو الشعر الطبيعية. يُمكِن أن يُؤدي ضمان تناول كمّية كافية من الحديد من خلال نظام غذائي مُتوازن، وإذا لزم الأمر، تناول المُكمّلات المُناسِبة إلى مُعالجة تساقُط الشعر المُرتبِط بنقص الحديد ودعم الصحة العامة. إذا استمر تساقُط الشعر على الرغم من مُعالجة نقص الحديد، فمن الضروري استشارة أخصّائي الرعاية الصحية لمزيد من التّقييم والتّوصيات الشّخصية. تذكّر أن الاستجابات الفردية للعلاجات قد تختلِف، وأن اتّباع نهج شامل لتعزيز الصحة العامة أمر حيوي للحِفاظ على صحة الشعر والرفاهية.

أفضل المكملات الغذائية والفيتامينات في العالم تحت سقف واحد

visit www.sporter.com Now

تعليقات

اترك تعليقاً

This site is registered on wpml.org as a development site.