وقت القراءة: 5 دقائق
أصبح استخدام المُكمّلات الغذائية المُشتقة من النباتات أمراً شائعاً، خاصة وأن هذه النباتات مُستخدمة بالفعل طبياً منذ قديم الأزل. وأحد أبرز هذه النباتات هي التريبولوس واسمها العلمي (تريبولوس تيريستريس)، التي يُعتقد بأن لها مجموعة متنوعة من الفوائد الصحية، بما في ذلك تخفيض نسبة السكر في الدم والكوليسترول، وتغيير مستويات الهرمونات وتحسين الوظيفة الجنسية وزيادة الرغبة. وفي هذه المقالة، سنحاول إعلامك بكل ما تحتاج لمعرفته حول هذا النبات وآثاره الصحية وما إذا كان عليك تناوله كمكمل غذائي أم لا.
التريبولوس هو نبات ورقي صغير الحجم، ينمو في أجزاء من أوروبا وآسيا وأفريقيا والشرق الأوسط، ولطالما استُخدِمَ جذره وفاكهته طبياً في الطب الصيني التقليدي وطب الأيورفيدا الهندي. وعلى المستوى الشعبي، فقد استخدم الناس هذا النبات لاعتقادهم بمنافعه المحتملة، خاصة في مجالات تعزيز الرغبة الجنسية والمحافظة على صحة المسالك البولية وتقليل التورُّم.
في العصر الحديث، يُستخدم التريبولوس كمُكمّل مُعزّز لصحة الإنسان، وبشكل خاص في المُكمّلات التي تُركّز على تحسين الحياة الجنسية، والتي تستهدف زيادة إفراز هرمون التستوستيرون.
– تعزيز الرغبة الجنسية:
لقد قام العديد من الباحثين والدارسين لعلم النباتات بفحص آثار التريبولوس على زيادة إفراز هرمون التستوستيرون لدى الرجال والنساء من مختلف الأعمار، من بينهم أصحاء وآخرون يعانون من مشاكل جنسية، ولكن جميع هذه الدراسات لم تجِد دليلاً يُبرهن على أنه يزيد من إفراز هذا الهرمون في الإنسان بأي شكل من الأشكال، بينما زاد إفرازه لدى الحيوانات التي تمت تجربة هذا النبات عليها.
ولكن، على الرغم من عدم إثبات فعالية التريبولوس في زيادة إفراز هرمون التستوستيرون، إلا أن الدراسات والأبحاث السريرية الأخرى اكتشفت أن استهلاكه بجرعات مُحدّدة قد ساهم في زيادة الرغبة الجنسية لدى أفراد مجتمع هذه الدراسات من الرجال والنّساء الذين يعانون من البرود الجنسي أو ضعف الشهوة الجنسية، إذ تبين أن الذكور الذين تناولوا جرعات تتراوح بين 750 إلى 1500 ملغ يومياً من حبوب التريبولوس قد شعروا بتحسُّن شهوتهم الجنسية بنسبة بلغت 79% بعد شهرين من الاستخدام. بينما تحسَّنت الشهوة لدى النساء الذين تناولن جرعات تتراوح بين 500 إلى 1500 ملغ يومياً من حبوب التريبولوس قد شعرن بتحسُّن شهوتهن الجنسية بنسبة بلغت 67% بعد 3 أشهر من الاستخدام.
– تعزيز صحة القلب وتنظيم مستوى السُكّر في الدم:
على الرغم من أن أغلب من يرغبون باستهلاك حبوب التريبولوس يسعون إلى تحسين الوظيفة الجنسية، إلا أنه قد تمت دراسة هذا النبات لما له من تأثيرات أخرى على صحة القلب و تنظيم مستوى السُكّر في الدم.
حيث تم اكتشاف أن تناول 1000 ملغ من التريبولوس يومياً من قبل المُصابين بداء السُكّري من النوع الثاني، قد خفّض من مستويات السُكر والكوليستيرول في الدم. كما أظهرت الدراسات التي أُجريت على الحيوانات أيضاً أن التريبولوس قد يُقلّل من مستويات السُكّر في الدم، ويساعد في الحماية من تلف الأوعية الدموية ويساعد على منع زيادة نسبة الكوليسترول في الدم.
خلُصت بعض الدراسات إلى أنه حتى يحصل الفرد على تأثير ملحوظ للتريبولوس في تخفيص نسبة السُكّر في الدم، يجب أن يتناول جرعة مقدارها 1000 ملغ يومياً، بينما كي يحصل على تأثير في مجال زيادة الرغبة الجنسية، يجب أن يتناول جرعة تتراوح بين 250 إلى 1500 ملغ يومياً. وقد توصلت دراسات أخرى إلى أن احتساب الجرعة المناسبة يعتمد على وزن الجسم، وقدرت أنه يجب استهلاك جرعة تُقدر ما بين 10 إلى 20 ملغ لكل كيلوغرام من وزن الجسم.
لقد استنتجت الدراسات السريرية بأنه ليس لحبوب التريبولوس أي آثار جانبية خطيرة، وهو آمن للاستخدام بالجرعات الموصوفة من قبل أخصائي الرعاية الصحية المُرخص.
غير أن بعض الآثار الجانبية البسيطة قد تشمل بعض الاضطرابات الهضمية مثل التقلصات البسيطة في المعدة وارتجاع المريء.
الخُلاصة:
إن التريبولوس هو نبات مُستخدم في الطب التقليدي منذ الأزل، وفي حين أن له بعض الفوائد على صحة الإنسان، إلا أنه لا زال هناك حاجة للمزيد من البحث للتحقق من آثاره على جسم الإنسان. وهناك بعض الأدلة التي أشارت إلى أن التريبولوس قد يُساعد على التحكُّم في نسبة السُكّر في الدم ومستويات الكوليسترول لدى الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الثاني.
وعلى الرغم من أن استخدام التريبولوس لا يزيد من إفراز هرمون التستوستيرون، إلا أنه قد يحسن الرغبة الجنسية لدى الرجال والنساء.
كما هو الحال مع جميع المكملات الغذائية، يجب التحقق من الفوائد والمخاطر المحتملة قبل تناول حبوب التريبولوس، وبشكل عام يجب استشارة الطبيب أو أخصائي الرعاية الصحية قبل البدء بتناول أي مُكمّلات غذائية جديدة، خاصة إذا كُنت تُعاني من أي أمراض مزمنة أو تتناول أدوية موصوفة.
تعليقات