وقت القراءة: 7 دقائق
الكركمين هو مركب طبيعي موجود في نبات الكركم، وقد لفت انتباه الكثيرين بفضل فوائده الصحية المحتملة. من بين هذه الفوائد، أصبحت علاقته المحتملة بفقدان الوزن موضوعاً مثيراً للاهتمام. يهدف هذا المقال إلى استكشاف الأدلة العلمية التي تربط بين الكركم وفقدان الوزن. ومعرفة نبذة عن الكركمين، وآثاره المحتملة على التخسيس، وكيفية استخدام حبوب الكركمين.
الكركمين هو مركب طبيعي يتواجد في النبات الذي يُعرف باسم الكركم، والمعروف علمياً باسم “Curcuma longa”. يُعتبر الكركمين هو المكون النشط الرئيسي في الكركم، والذي يعود إلى لونه الأصفر الزاهي وخصائصه الطبية المتنوعة.
من الناحية الكيميائية، ينتمي الكركمين إلى فئة البوليفينولات وهو جزء من عائلة الكركمونيدات. يُعزى الكركمين لعدد من الفوائد الصحية، مثل:
1- التأثيرات المضادة للالتهاب: يمتلك الكركمين خصائص مضادة للالتهابات القوية التي يمكن أن تساعد في تقليل الالتهاب في الجسم، مما يفيد بشكل محتمل أولئك الذين يعانون من حالات التهابية مثل التهاب المفاصل.
2- خصائص مضادة للأكسدة: يعمل الكركمين كمضاد أكسدة قوي، حيث يحيد الجذور الحرة الضارة ويحمي الخلايا من التلف الناتج عن التأكسد، والذي قد يلعب دورًا في تقليل خطر الأمراض المزمنة.
3- دعم صحة القلب: قد يساعد الكركمين في تحسين صحة القلب من خلال تعزيز الدورة الدموية الصحية وتقليل مستويات الكولسترول LDL (الضار) وحماية القلب من التوتر التأكسدي.
4- صحة الدماغ: أظهر الكركمين إمكانات في دعم صحة الدماغ ووظائف الإدراك، مما قد يقلل من خطر الأمراض العصبية التنكسية مثل مرض الزهايمر وتحسين الذاكرة والمزاج.
5- دعم صحة الجهاز الهضمي: يمكن أن يساعد الكركمين في الهضم من خلال تعزيز إنتاج الإنزيمات الهاضمة وتقليل الالتهاب في المسار الهضمي.
6- دعم جهاز المناعة: قد يعزز الكركمين استجابة جهاز المناعة، مما يساعد الجسم على الدفاع ضد العدوى والأمراض.
7- الوقاية المحتملة من السرطان: تشير بعض الدراسات إلى أن الكركمين قد يساعد في الوقاية من بعض أنواع السرطان من خلال تثبيط نمو خلايا السرطان وتقليل انتشار الأورام.
8- صحة الكبد: يدعم الكركمين وظائف الكبد من خلال المساعدة في عمليات التنقية وحماية الكبد من التلف الناجم عن السموم.
9- خصائص مضادة للشيخوخة: يمكن أن تسهم التأثيرات المضادة للأكسدة للكركمين في تباطؤ عملية الشيخوخة وتعزيز الطول العمر العام.
ويُعتبر الكركم جزءًا لا يتجزأ من المطبخ الهندي والآسيوي، حيث يُضاف إلى الطعام لتحسين النكهة وتلوين الأطباق. كما أنه يستخدم كمكمّل غذائي ومكمّل طبيعي لاحتوائه على الكركمين، ويتمتع بشعبية متزايدة كمحسّن للصحة ومساعد في مجموعة من الاضطرابات الصحية، ولنتعرف أيضاً على فوائده في التخسيس وإدارة الوزن.
لقد أثارت العلاقة المحتملة بين الكركمين وفقدان الوزن اهتمام الباحثين بسبب آلياته المتعددة الأوجه. أحد الطرق الرئيسية التي يمكن أن يؤثر بها الكركمين على إدارة الوزن هو من خلال تأثيراته المضادة للالتهابات. تلعب الالتهابات المزمنة دوراً هاماً في تطور السمنة واضطرابات التمثيل الغذائي، ومن الممكن أن يؤثر الكركمين في التخفيف من هذه الحالة الالتهابية.
علاوة على ذلك، أظهر الكركمين تأثيرات على أنسجة الدهون، والتي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بتنظيم الوزن. وقد أظهرت الدراسات على الحيوانات أن الكركمين قد يمنع تشكل خلايا الدهون الجديدة (الأديبوجينيسيس) ويحفز تحلل الخلايا الدهنية الحالية (الليبوليز)، ويمكن أن تؤدي هذه التأثيرات إلى تقليل تراكم الدهون والمساهمة في فقدان الوزن.
لقد تم اكتشاف ارتباطات الكركمين على تنظيم الشهية واستهلاك الطاقة أيضاً في الأبحاث. وأشارت الدراسات على الحيوانات إلى أن الكركمين قد يقلل من الشهية، مما يؤدي إلى تقليل تناول الطعام. بالإضافة إلى ذلك، تم معرفة أن الكركمين يزيد من طاقة الحرارة المنتجة في الجسم وبالتالي زيادة حرق السعرات الحرارية، ويمكن أن تُسهم هذه التأثيرات بشكل إيجابي في إدارة الوزن.
على الرغم من أن الدراسات على الحيوانات وخلايا الأنسجة أظهرت نتائج واعدة بشأن تأثير الكركمين على فقدان الوزن، إلا أن التجارب البشرية لا تزال محدودة نسبياً. وكثير من الدراسات البشرية كانت صغيرة الحجم ومدتها قصيرة، مما يقيد تعميم النتائج.
في دراسة عشوائية، مزدوجة المكملات، والتي تم إجراؤها على أشخاص يعانون من زيادة الوزن، تبين أن تكملة الكركمين أدت إلى تقليل كبير في الوزن الكلي، مؤشر كتلة الجسم (BMI)، ومحيط الخصر مقارنة بمجموعة الدواء الوهمي. ومع ذلك، من المهم تفسير هذه النتائج بحذر بسبب قيود الدراسة والحاجة إلى مزيد من البحوث الواسعة النطاق.
دراسات أخرى اكتشفت تأثير الكركمين بالاشتراك مع البيبرين، المركب الموجود في الفلفل الأسود والذي يعزز امتصاص الكركمين. كانت الدراسة تُفيد بتقليل كبير في الوزن الكلي وBMI ومحيط الخصر في الأشخاص الذين تناولوا مزيج الكركمين والبيبرين والذين يعانون من زيادة الوزن.
تحتوي حبوب الكركمين عادة على مستخلص الكركمين النقي بتركيز معين. يمكن أن تكون الجرعة الموصى بها وطريقة الاستخدام مختلفة باختلاف المنتجات وتركيز الكركمين فيها. لذلك، من المهم دائمًا قراءة تعليمات الاستخدام والتوصيات المذكورة على عبوة المنتج المعين قبل استخدامه. ومع ذلك، يمكن أن تكون هناك بعض الإرشادات العامة لاستخدام حبوب الكركمين، وهي كما يلي:
1. استشارة الطبيب
قبل البدء في استخدام أي مكمل غذائي، بما في ذلك حبوب الكركمين، يُنصح بالتحدث مع الطبيب أو المختص في الرعاية الصحية. قد يكون لدى الأفراد الذين يعانون من حالات طبية موجودة مسبقًا أو يتناولون أدوية بعض التفاعلات مع الكركمين أو قد لا يكون مناسبًا لاستخدامه.
2. اتباع التعليمات
تأكد دائمًا من قراءة واتباع تعليمات الاستخدام المذكورة على عبوة حبوب الكركمين. تختلف الجرعات الموصى بها وتردد الاستخدام بناءً على المنتج وتركيز الكركمين فيه.
3. الاستخدام مع الطعام
يُنصح عادةً بتناول حبوب الكركمين مع الطعام. يُفضل تناولها بعد الوجبة لتحسين امتصاص الكركمين، حيث تلعب الدهون الطبيعية الموجودة في الطعام دورًا في زيادة امتصاصه.
4. الاحتفاظ بالتركيز الصحيح
تأكد من اختيار حبوب الكركمين التي تحتوي على تركيز مناسب من الكركمين. عادةً ما يتراوح التركيز الموصى به بين 500 إلى 2000 ملغ يوميًا. ومع ذلك، يمكن أن تختلف هذه الجرعة اعتمادًا على الهدف من الاستخدام وحالة الفرد.
5. الاستمرارية
قد تحتاج حبوب الكركمين إلى استخدام متواصل لفترة من الوقت لكي تظهر فوائدها المحتملة. قد لا تكون النتائج الفورية وتحتاج الجسم إلى وقت للاستجابة للمكمل
6. الاعتدال
الاعتدال هو المفتاح عند استخدام حبوب الكركمين أو أي مكمل غذائي آخر. تجنب تجاوز الجرعات الموصى بها وتجنب استخدام الكميات الزائدة.
7. ملاحظة الآثار الجانبية
عادةً ما يُعتبر الكركمين آمنًا عند تناوله بالجرعات المعتدلة. ومع ذلك، يُفضل مراقبة الجسم لأي آثار جانبية غير مرغوبة، وفي حالة حدوث أي أعراض غير عادية، ينبغي التوقف عن استخدام حبوب الكركمين والتحدث مع الطبيب.
يجب أن يتم الاهتمام بالجودة والمصدر الموثوق لشراء حبوب الكركمين. يمكن أن تكون الجودة المنخفضة أو المنتجات المشبوهة قد تؤثر على فعالية الكركمين وسلامته. بالتزامن مع الالتزام بنصائح الاستخدام، يمكن أن يكون استخدام حبوب الكركمين خيارًا محتملًا للحصول على فوائده الصحية المحتملة ودعم الصحة العامة.
بينما قد يظهر الكركمين نتائج واعدة كإجراء مكمل لإدارة الوزن، يجب ألا يعتبر بمثابة حلاً منفرداً. فإن فقدان الوزن والحفاظ عليه ينطوي على نهج متعدد الجوانب، بما في ذلك النظام الغذائي المتوازن وممارسة النشاط البدني بانتظام وتعديلات على نمط الحياة. مع استمرار التطور في الفهم العلمي للكركمين، سيتضح مدى قدرته على دعم استراتيجيات إدارة الوزن.
تعليقات