نمط حياة صحية

كيف يسبب التوتر الإمساك وكيفية التغلب عليه بـ 5 نصائح طبيعية

مقدمة

يمكن أن يؤثر التوتر والضغوط النفسية على صحة الجسم بعدة طرق، ومن بينها الأمعاء، ويعتقد البعض أن التوتر يمكن أن يسبب الإمساك أو تأخير حركة الأمعاء، لكن هل هذا صحيح؟

الإجابة هي نعم، يمكن أن يكون التوتر عاملاً مساهماً في الإمساك عندما يكون الجسم متعرضًا للتوتر والضغوط النفسية، حيث يتأثر نظام الهضم ويمكن أن يتباطأ، وهذا يعني أن الأمعاء قد تتحرك ببطء أكبر، مما يؤدي إلى تأخير حركة الأمعاء وحصول الإمساك، في هذا المقال، نقدم 5 طرق منزلية لتخفيف الإمساك ونشرح ما إذا كان التوتر يسبب الإمساك، وكيف يؤثر القلق على الجهاز الهضمي.

 

أثر التوتر على الجهاز الهضمي

يعتبر التوتر أحد الأمور الشائعة في حياتنا اليومية، ولكن هل كنت تعلم أنه يمكن أن يؤثر بشكل كبير على جهازنا الهضمي؟ فعندما نواجه ضغوطًا وتحديات الحياة، يتفاعل جسمنا بمفرده ويبدأ في إفراز هرمونات الإجهاد، وهذا يؤثر بشكل مباشر على وظائفنا الجسدية، بما في ذلك جهازنا الهضمي، حيث تعمل العصبونات في الجهاز الهضمي على تنسيق عملية الهضم وامتصاص الغذاء، ولكن عندما يكون الشخص تحت تأثير التوتر المستمر، تتأثر العصبونات وتتغير وظائفها الطبيعية، ويؤدي ذلك إلى تباطؤ حركة الأمعاء وتقليل إفرازات العصارات الهضمية، مما يؤدي في النهاية إلى مشاكل هضمية مثل الإمساك والانتفاخ والحموضة المعديّة، كما يؤثر التوتر على الجهاز الهضمي من خلال زيادة إفراز هرمون الكورتيزول، والذي يعرف بأنه هرمون الإجهاد، حيث يعمل الكورتيزول على تقليل نشاط العصبونات في الجهاز الهضمي، مما يؤدي إلى تباطؤ حركة الأمعاء وتأثير سلبي على عملية الهضم، بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي التوتر إلى تغييرات في عادات الأكل والتغذية، فعندما يكون الشخص متوترًا، فإنه قد يميل إلى تناول الطعام بشكل مفرط أو اللجوء إلى الأطعمة غير الصحية والدهنية، وهذا يؤثر بشكل سلبي على عملية الهضم ويزيد من احتمالية الإمساك والانتفاخ.

 

أمراض قد يسببها التوتر على الجهاز الهضمي والأمعاء

التوتر والضغوط النفسية هي جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية، ولكن هل تعلم أنه يمكن أن يؤدي إلى ظهور مشاكل صحية على مستوى الجهاز الهضمي والأمعاء؟ إن التوتر المستمر وعدم التعامل المناسب معه يمكن أن يؤثر على وظائف الجهاز الهضمي بشكل سلبي، ويزيد من احتمالية تطور بعض الأمراض. فيما يلي بعض الأمراض التي قد يسببها التوتر على الجهاز الهضمي والأمعاء:

1- القرحة المعوية

حيث يزيد التوتر المستمر من إنتاج الحمض في المعدة، وهذا الحمض الزائد يمكن أن يسبب تهيجًا في بطانة المعدة والأمعاء ويؤدي في بعض الأحيان إلى تكون القرحة المعوية.

2- متلازمة القولون العصبي

هذه الحالة الشائعة تؤثر على وظائف القولون وتسبب آلامًا في البطن وتغيرات في نمط الأمعاء، ويعتبر التوتر والضغط النفسي عوامل مؤثرة في تفاقم أعراض هذه الحالة.

3- الإمساك

حيث يؤثر التوتر على حركة الأمعاء وتقليلها، مما يؤدي إلى صعوبة في التبرز والإمساك المستمر، كما أن التغييرات في عادات الأكل ونقص النشاط البدني نتيجة للتوتر يمكن أن تؤثر أيضًا على وظيفة الأمعاء وتسبب الإمساك.

4- الحموضة المعديّة

إن التوتر والقلق يمكن أن يزيدان من إفراز الحمض في المعدة، مما يؤدي إلى زيادة حموضة المعدة وتكون الحموضة المعديّة، وهذا يمكن أن يسبب آلام في البطن وحموضة وحرقة في المعدة.

5- التهاب الأمعاء

 التوتر الشديد والمستمر يمكن أن يؤثر على جهاز المناعة ويزيد من احتمالية التهاب الأمعاء، وهذا يمكن أن يتسبب في آلام في البطن، وإسهال مزمن، وفقدان الوزن.

6- القولون العصبي

تعد هذه الحالة مزمنة وتتسبب في آلام البطن وتغيرات في نمط الأمعاء، وغالبًا ما يتم تفاقم الأعراض بسبب التوتر والضغوط النفسية.

7- الأرق المعوي

 التوتر يمكن أن يؤثر على نوعية النوم، وعندما يكون الشخص متوترًا، يمكن أن يعاني من اضطرابات النوم والأرق، ومشاكل النوم يمكن أن تؤثر بشكل سلبي على وظائف الجهاز الهضمي وتسبب مشاكل هضمية.

 

كيف يسبب التوتر الإمساك

أولاً، يجب أن نتفهم كيف يعمل الجهاز الهضمي، حيث يتحكم الجهاز الهضمي في عملية تحويل الطعام إلى طاقة ومواد غذائية قابلة للامتصاص، ولكن عندما يكون الشخص تحت تأثير التوتر المستمر، تتأثر عصبونات الجهاز الهضمي وتتغير وظائفها الطبيعية، و يؤدي ذلك إلى تباطؤ حركة الأمعاء وتقليل إفرازات العصارات الهضمية، مما يؤدي في النهاية إلى حدوث الإمساك، كما تؤثر العصبونات في الجهاز الهضمي على تنسيق عملية الهضم وامتصاص الغذاء، ولكن عندما يكون الشخص تحت تأثير التوتر، فإن العصبونات تتأثر سلبًا وتعمل بوتيرة أبطأ، فتتباطأ حركة الأمعاء وتتوقف تقوية العضلات المسؤولة عن دفع الفضلات خارج الجسم، بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي التوتر إلى تقليل إفرازات العصارات الهضمية التي تساعد في تليين البراز وتسهيل حركته عبر الأمعاء، إلى جانب ذلك، يمكن أن يؤثر التوتر على عادات الأكل ونمط الحياة الصحي، ففي العديد من الحالات، يميل الأشخاص الذين يعانون من التوتر إلى تغيير عاداتهم الغذائية، مما يمكن أن يؤدي إلى انخفاض استهلاك الألياف والسوائل اللازمة للهضم السليم والوقاية من الإمساك.

بالاضافة إلى ذلك، يمكن أن يسبب التوتر الإمساك لدى بعض الأشخاص حيث يضع الإجهاد النفسي المتكرر ضغطًا على الجهاز الهضمي ويعوق حركة الأمعاء، كما يشجع القلق على أمور مثل تناول الطعام بشكل مفرط، وتوتر العضلات، والجفاف، والنشاط البدني الأقل، فقد تميل إلى تناول المزيد من الطعام بشكل طبيعي بسبب المزاج المنخفض، حيث يقال إن تناول وجبات لذيذة، حتى لو كانت مليئة بالسكر والدهون، يجعل الناس يشعرون بتحسن، وبالطبع، الأطعمة غير الصحية تؤثر سلبًا على الجهاز الهضمي، مما يؤدي إلى الإمساك المزمن وآلام البطن.

 

كيفية العلاج ونصائح طبيعية

1- زيادة تناول الألياف

حيث ينصح بزيادة استهلاك الألياف الغذائية، مثل الخضروات الورقية والفواكه والحبوب الكاملة، كما تساعد الألياف في تليين البراز وتحفيز حركة الأمعاء.

2- جرب الشاي بالزنجبيل

يعد الشاي بالزنجبيل مشروب مشبع يحسن الهضم البطيء، كما يحتوي الزنجبيل على تأثيرات ملينة طفيفة تزيد من نشاط الأمعاء، مما يشجع على زيادة عدد الزيارات إلى الحمام، حيث يلين الزنجبيل البراز ويقلل الالتهابات، ويمكنك أيضًا شرب الشاي بالزنجبيل لتنظيف القولون بشكل طبيعي، كما يعمل الزنجبيل على تهدئة أعراض متلازمة القولون العصبي (IBS) وتقليل أي مخاطر للإصابة بالسرطان، كما يعتقد بعض الباحثين أن هذا الزنجبيل فعال في تقليل نوبات القلق.

3- جرب ممارسة اليوغا أو البيلاتس

ممارسة اليوغا أو البيلاتس يمكن أن تخفف من أعراض الإمساك، مثل آلام الصدر والصداع وعدم الارتياح في أسفل الظهر والتعرق المرتبط بالحمى، كما أن اليوغا تحتوي تمارين تمد عضلات المعدة وتسمح للبراز بالمرور دون زيادة في نفاذية الأمعاء، كما أن تمارين اليوغا أو البيلاتس يمكن أن تقلل  من التوتر، ويعمل ذلك على تعزيز الاسترخاء وتشجيع الأشخاص على التركيز على التنفس، لذا يجب أن تتوجه إلى إحدى هذه الصفوف لتحسين صحتك العقلية والجسدية على المدى الطويل.

4- النوم لمدة 7 ساعات على الأقل في اليوم

قلة النوم يمكن أن تكون عامل إجهاد كبير بالنسبة لبعض الأشخاص، فالاستيقاظ مرهقًا ليس بداية جيدة لصباحك، فقد تكون قد اضطربت وتقلّبت في الفراش طوال الليل، مما يؤثر بالفعل على تركيبة الميكروبيوم المعوي، حيث يحتاج الجهاز الهضمي إلى كمية كافية من الراحة أيضًا، لذا من المهم الحصول على 7 ساعات نوم على الأقل.

عادةً ما يحتاج البالغين إلى 7-9 ساعات من النوم للحفاظ على صحتهم، و عدم الوصول إلى هذه الكمية يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم والاكتئاب وضعف الجهاز المناعي والتعب المزمن، وللحصول على المزيد من النوم، لا تأخذ قيلولة خلال النهار، وقلل من وقت استخدام الشاشة، وتناول أطعمة نظيفة، وتجنب تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين، واستمع إلى بعض الموسيقى الهادئة.

5- الحصول على مساعدة من المحترفين

لا يوجد شيء خاطئ في طلب المساعدة من الأطباء المختصين، فهم يدعمون الأشخاص في مجموعة متنوعة من المشكلات ، مثل الاضطرابات الهضمية والشبع البطني واضطرابات الصحة النفسية، حيث بإمكانك التحدث عن مشاكلك الشخصية وكيفية إحداث تغييرات في نمط حياتك الصحيحة، و بعد كل شيء ، يمتلك الجميع جهاز عصبي معوي فريد ، لذا قد يكون الأمر مجرد مسألة تقييم دقيق لأمعائك، فالإجهاد هو حدث طبيعي يمكن تصحيحه من خلال ضبط الروتين اليومي بشكل صحيح.

 

في الختام، ندرك أن التوتر له تأثير كبير على صحة الجهاز الهضمي ويمكن أن يسبب الإمساك، و قد يكون التوتر جزءًا من حياتنا اليومية، ولكن هناك طرق للتغلب عليه والتخفيف من تأثيره السلبي، وتذكر أن أهم خطوة يتطلبها التغلب على التوتر هي تعلم تقنيات إدارة الضغوط والاسترخاء، مثل التنفس العميق والتأمل واليوغا، كما يمكنك ممارسة النشاطات الرياضية المفضلة لديك للتخفيف من التوتر وتحسين حركة الأمعاء، باختصار، يمكننا تجاوز تأثير التوتر على الإمساك من خلال ممارسة تقنيات الاسترخاء والتأمل، واتباع نمط حياة صحي وتناول الأطعمة الغنية بالألياف، واستخدام الأعشاب الطبيعية المفيدة، ولا تتردد في استشارة الطبيب إذا استمرت المشكلة، وتذكر دائمًا أن الراحة النفسية تلعب دورًا هامًا في صحة الجهاز الهضمي، ابقَ هادئًا، واستمتع بصحة جيدة للأمعاء والجسم بشكل عام.

 

المصادر : 

https://healthinsider.news/can-stress-cause-constipation/

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
This site is registered on wpml.org as a development site.