وقت القراءة: 4 دقائق
لقد كانت العلاقة بين استهلاك الصّويا ومُستويات هرمون التستوستيرون موضع نِقاش واهتمام للعديد من الأشخاص، وخاصّة الرجال. إذ تشتهر مُنتجات الصّويا، بما فيها التّوفو وحليب الصّويا والإدامامي، بمُحتواها الغني بالبروتين ويتم استهلاكها عادةً كجزء من نِظام غذائي مُتوازن، خاصّة لدى الأشخاص النباتيّين. مع ذلك، ظهرت تكهُّنات بأن استهلاك الصّويا قد يُؤثّر سلباً على مُستويات هرمون التستوستيرون لدى الرجال. في هذه المقالة، سوف نستكشف الأدلة العلمية لفهم العلاقة بين فول الصّويا والتستوستيرون بشكلِ أفضل.
إن أحد أسباب القلق الرئيسية بشأن فول الصّويا والتستوستيرون هو وجود الإستروجين النباتي في فول الصّويا. إن الإستروجين النباتي هو مُركّب طبيعي موجود في العديد من الأطعمة النباتية، بما في ذلك فول الصّويا، وله تركيب كيميائي مُشابِه لهرمون الاستروجين، الهرمون الجنسي الأنثوي الأساسي. وقد أدّى هذا التشابه إلى الاعتقاد بأن الإستروجين النباتي في الصّويا قد يُحاكي تأثيرات هرمون الاستروجين في جسم الإنسان ويُعطّل توازُن الهرمونات، بما في ذلك مُستويات هرمون التستوستيرون لدى الرجال.
غير أنه من المُهِم مُلاحظة أن تأثير الإستروجين النباتي على جسم الإنسان مُعقّد وغير مفهوم بشكل كامل، حيث أظهرت الدراسات أن الإستروجين النباتي يُمكِن أن يرتبط بالفعل بمُستقبِلات هرمون الإستروجين ولكن له تأثيرات إستروجينية ومُضادّة للإستروجين اعتماداً على عوامل مُختلِفة، بما في ذلك حجم الجُرعة والاستجابة الفردية. وبالتالي، فإن تأثيرات الإستروجين النباتي على مُستويات الهرمونات ليست واضحة.
لقد بَحثَت العديد من الدّراسات في العلاقة بين استهلاك الصّويا ومُستويات هرمون التستوستيرون لدى الرجال، وفيما يلي بعض النتائج الرئيسية:
– ليس هُناك تأثير سلبي مُستمر: بشكل عام، لم تتوصل مُعظم الدّراسات إلى أن هُناك تأثير سلبي مُستمر لاستهلاك الصويا على مُستويات هرمون التستوستيرون لدى الرجال. وقد أظهرت بعض الدّراسات أن تناول الصّويا لم يكن له تأثير كبير على هرمون التستوستيرون، في حين وجدت دراسات أخرى انخفاضاً مُتواضعاً في مُستويات هرمون التستوستيرون، غير أن هذا الانخفاض كان ضِمن النّطاق الفسيولوجي الطبيعي بشكلٍ عام ولم يرتبط بأي آثار صحية ضارة.
– الجُرعة مُهِمة: يبدو أن تأثير الصّويا على مُستويات هرمون التستوستيرون يعتمد على مِقدار الجُرعة، إذ قد يكون لاستهلاك الصويا بمُعدّل مُرتفِع بشكل يتجاوز المُستويات الغذائية الطبيعية، تأثيراً ملحوظاً على مُستويات الهرمونات. وفي المقابل، من غير المُرجّح أن يُسبّب الاستهلاك المُعتدِل للصّويا كجزء من نظام غذائي مُتوازِن تغييرات كبيرة.
– الاختلاف الفردي: يُمكِن أن تختلِف استجابات الأشخاص لفول الصّويا، فقد يكون بعض الأشخاص أكثر حساسيّة للإستروجين النباتي من غيرهم، وقد تستجيب مُستويات الهرمون لديهم بشكل مُختلف جرّاء استهلاك الصويا، كما تلعب العوامل الوراثية والنظام الغذائي العام دوراً في هذا الاختلاف.
– الفوائد الصحية لفول الصّويا: من المُهِم أن نأخذ في الاعتبار أن فول الصّويا يُوفّر العديد من الفوائد الصحية، بما في ذلك تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب، وتحسين مُستويات الكوليسترول، وتوفير العناصر الغذائية الأساسية مثل البروتين والألياف، إذ يُمكِن أن يكون استهلاك الصويا باعتدال جزءاً من نظام غذائي صحي.
الخُلاصة
باختصار، إن العلاقة بين مُستويات الصّويا وهرمون التستوستيرون لدى الرجال هي موضوع مُعقّد ودقيق. في حين أن هُناك بعض الأدلّة التي تُشير إلى أن استهلاك الصويا بمُستويات عالية جداً قد يُؤثّر بشكل مُتواضع على مُستويات هرمون التستوستيرون، إلا أن مُعظم الدّراسات تُشير إلى أن تناول الصّويا المُعتدِل من غير المُرجّح أن يكون له تأثير كبير على مُستويات هرمون التستوستيرون أو الصحة العامة.
من المُهِم التعامُل مع هذه القضية بمنظور مُتوازِن. إذا كانت لديك مخاوف بشأن استهلاك الصّويا وتأثيراته المُحتمَلة على هرموناتك، قُم باستشارة أخصّائي الرعاية الصحية الذي يُمكِنه تقديم نصيحة خاصة بك بناءً على ظُروفك الفرديّة. بالإضافة إلى ذلك، يُعد دمج مجموعة مُتنوعة من الأطعمة في نظامك الغذائي والحفاظ على أُسلوب حياة صحي، والذي يتضمّن مُمارسة التمارين الرياضية بانتظام واتّباع نِظام غذائي مُتوازِن، من العوامل الرئيسية في دعم الصحة العامة والتّوازُن الهرموني.
تعليقات