نمط حياة صحيةالتغذية

الملح الصيني (MSG) – هل هو ضار بالصحة؟

مقدمة

يتعامل الكثير من الأشخاص مع الملح كمكوّن أساسي في الطهي وتناول الطعام، ومع ذلك هناك أنواع مختلفة من الملح متوفرة في الأسواق، بما في ذلك “الملح الصيني” الذي يثير اهتمامًا واسعًا.

ويعتبر الملح الصيني ملحًا معروفًا بتكوينه وطرق تصنيعه الفريدة التي تختلف عن الممارسات التقليدية في تحضير الملح. في هذا المقال، سنستكشف الملح الصيني وما يميزه عن أنواع الملح الأخرى، بالإضافة إلى التأثيرات المحتملة للاستخدام الزائد له، وسنلقي الضوء على معلومات قيمة لمساعدتك في فهم هذه الصنف المميز من الملح وتقرير ما إذا كان مناسبًا لاستخدامه في مطبخك.

 

ما هو الملح الصيني؟

إن الملح الصيني، المعروف أيضًا باسم مونو صوديوم جلوتامات (MSG)، هو مركب يستخدم كمحسن للنكهة في صناعة الأغذية، ويعتبر الملح الصيني واحدًا من المكونات التي تضاف لإعطاء الطعام طعمًا مميزًا وغنيًا. ويتم استخلاص الملح الصيني من حمض الجلوتاميك، وهو حمض أميني يوجد طبيعيًا في العديد من الأطعمة، ومع ذلك يتم تصنيعه بشكل اصطناعي لاستخدامه كمواد مضافة في الأغذية، ويتميز الملح الصيني بطعمه الخاص الذي يُعرف بالأومامي، والأومامي هو الطعم الخامس بجانب الحلاوة والحموضة والملوحة والمرارة، إذ يعتبر الأومامي طعمًا لحميًا يشير إلى وجود البروتينات في الطعام.

كما يستخدم الملح الصيني على نطاق واسع في الطهي الآسيوي ويضاف أيضًا إلى العديد من المنتجات المصنعة في الغرب، و يتم تقدير أن المتوسط اليومي من كمية الملح الصيني التي يتناولها الأشخاص تتراوح بين 0.3 إلى 1 جرام يوميًا، وعلى الرغم من الجدل القائم حول الملح الصيني وتأثيره على الصحة، إلا أن الخبراء يعتبرونه آمنًا للاستهلاك العادي عند استخدامه بكميات معقولة، ومع ذلك هناك بعض الأشخاص الذين قد يكونون أكثر حساسية للملح الصيني، وقد يشعرون بأعراض مثل الصداع أو آلام المفاصل أو الغثيان عند تناوله، لذلك إذا كنت تعاني من أي تفاعلات سلبية عند تناول الملح الصيني، قد يكون من الأفضل تجنبه أو استشارة الطبيب.

 

فوائد الملح الصيني

يعتبر الملح الصيني أو مونو صوديوم جلوتامات (MSG) إضافة شائعة في صناعة الأغذية، وقد تم تجربته واستخدامه على نطاق واسع في العديد من الثقافات الغذائية، وعلى الرغم من الجدل المحيط بملح الصيني وتأثيره على الصحة، إلا أن هناك فوائد تستحق النظر فيها، فيما يلي بعض الفوائد  للملح الصيني:

1- تحسين النكهة: يعتبر الملح الصيني واحدًا من محسنات الأطعمة الأكثر فعالية، حيث يضيف طعمًا لذيذًا وعميقًا يُعرف بالأومامي للأطعمة، وهذا التحسين في النكهة يمكن أن يجعل الوجبات أكثر متعة ورضا للمستهلك.

2- تقليل الاستهلاك الزائد من الملح: وذلك بفضل قوة النكهة للملح الصيني، إذ يمكن استخدام كميات أقل من الملح العادي في الأطعمة، وهذا يعني أنه يمكن خفض استهلاك الصوديوم والملح الزائد، مما يساهم في تقليل مشاكل الصحة المرتبطة بزيادة استهلاك الصوديوم، مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب، وبالتالي، يمكن أن يكون الملح الصيني خيارًا جيدًا للأشخاص الذين يحاولون تقليل استهلاك الملح والحفاظ على صحة القلب.

3- تحفيز الشهية: يعزز الملح الصيني الشهية ويحسن الاستجابة للنكهات، مما يجعل الوجبات أكثر إغراءً وشهية، وهذا يمكن أن يكون مفيدًا للأشخاص الذين يعانون من فقدان الشهية أو الصعوبة في تناول الطعام.

4- دعم عملية الهضم: يحتوي الملح الصيني على حمض الجلوتاميك، والذي يلعب دورًا هامًا في عملية الهضم، ويساعد حمض الجلوتاميك في تحطيم البروتينات إلى أحماض أمينية، مما يسهل عملية الهضم وامتصاص العناصر الغذائية.

وعلى الرغم من هذه الفوائد المحتملة للملح الصيني، يجب أن نتذكر أن استهلاكه يجب أن يكون معتدلاً وفي إطار نظام غذائي متوازن، حيث قد يكون هناك أشخاص يظهرون استجابة حساسية للملح الصيني، وقد يعانون من أعراض مثل صداع أو حساسية، لذا، قبل استخدامه ينبغي للأشخاص التحقق من تحملهم للملح الصيني واستشارة الطبيب. 

أضرار الملح الصيني

يعتبر الملح الصيني أو مونو صوديوم جلوتامات (MSG) إضافة شائعة في صناعة الأغذية، وقد أثار جدلاً واسعاً حول الآثار السلبية المحتملة على الصحة، فيما يلي بعض الأضرار المحتملة للملح الصيني:

1- الحساسية والتفاعلات الضارة: قد يعاني بعض الأشخاص من حساسية تجاه الملح الصيني، مما يؤدي إلى ظهور تفاعلات سلبية بعد تناول الأطعمة التي تحتوي عليه، و يمكن أن تشمل هذه التفاعلات الصداع، صعوبة التنفس، الاحمرار، الدوخة، وتشنج العضلات، لذا فإن الأشخاص الذين يعانون من حساسية معروفة للملح الصيني يجب أن يتجنبوا تناوله.

2- تأثيرات سلبية على النظام العصبي: هناك بعض الأبحاث التي تشير إلى أن تناول كميات كبيرة من الملح الصيني قد يؤثر على النظام العصبي لبعض الأشخاص، حيث قد يتسبب في زيادة التهيج والقلق، ويمكن أن يؤثر على تركيز الانتباه والنوم، بالإضافة إلى ذلك، هناك ادعاءات بأن تناول الملح الصيني يمكن أن يسبب آثار سلبية على الصحة العقلية والتوازن العاطفي، ومع ذلك لا توجد دراسات كافية وموثوقة لتأكيد هذه الادعاءات.

3- زيادة التوابل الاصطناعية: يعتبر الملح الصيني واحدًا من أشهر أوجه الاستخدام الواسع للتوابل الاصطناعية في الأغذية المصنعة، وقد يؤدي استهلاك كميات كبيرة من التوابل الاصطناعية إلى زيادة استهلاك المواد الكيميائية والمواد الحافظة، مما يمكن أن يكون له تأثير سلبي على الصحة. 

 

هل يمكن للملح الصيني أن يؤثر على الوزن؟

هناك بعض الأبحاث التي تشير إلى أن تناول الأطعمة التي تحتوي على الملح الصيني يمكن أن يؤثر على الوزن، ففي مراجعة عام 2022 في مجلة “Frontiers in Nutrition” تشير إلى أن تناول الأطعمة ذات الصفات العالية في الأومامي، التي يعتبر الملح الصيني جزءًا منها، يمكن أن يقلل من استهلاك الطاقة في الوجبات التالية، على سبيل المثال، إذا تناولت حساءً يحتوي على الملح الصيني قبل وجبة رئيسية، فقد يؤدي ذلك إلى تناول كمية أقل من الوجبة الفعلية وبالتالي تقليل السعرات الحرارية المستهلكة، كما يشير هؤلاء الباحثون إلى أن هناك دراسات تشير إلى أنه عندما تحتوي الوجبات على صفات الأومامي والبروتين معًا، يكون الشعور بالشبع أكثر رضا بعد الوجبة، ومع ذلك نعلم أن البروتين يعطي شعورًا أكبر بالشبع بشكل عام، لذا ليس واضحًا ما إذا كان الملح الصيني يساهم في ذلك أم إنه مجرد تأثير البروتين.

ومع ذلك، هناك معلومات متناقضة حول تأثير الملح الصيني على الوزن، حيث أن هناك دراسات أخرى تشير إلى أنه لا يوجد تأثير مباشر للملح الصيني على الوزن، كما يُعتقد أن الأطعمة التي تحتوي على الملح الصيني غالبًا تكون ذات نكهة مكثفة ولذيذة، مما قد يزيد من رغبتنا في تناول المزيد منها، وبالتالي زيادة استهلاك السعرات الحرارية، وبالتالي فإن تأثير الملح الصيني على الوزن قد يكون غير مباشر ومرتبط بعادات تناول الطعام الشخصية.

لذا، إذا كنت تهتم بالحفاظ على وزنك أو خسارة الوزن، قد يكون من الأفضل إدارة استهلاكك للملح الصيني والأغذية التي تحتوي عليه. يمكنك تحسين نمط الأكل العام الخاص بك من خلال تناول وجبات متوازنة غنية بالفواكه والخضروات والبروتين الصحي والكربوهيدرات المعقدة.

 

في الختام، يمكن أن يكون الملح الصيني له بعض الفوائد والاضرار التي يجب أن نأخذها في الاعتبار عند استهلاكه، من جهة يعتبر الملح الصيني عنصرًا يمكن أن يعزز النكهة ويحسن طعم الأطعمة، كما يوجد بعض الأبحاث التي تشير إلى أن استهلاك الأطعمة التي تحتوي على الملح الصيني يمكن أن يقلل من استهلاك الطاقة وبالتالي يساهم في إدارة الوزن، ولكن هناك العديد من الاحتمالات السلبية للملح الصيني، فهو قد يسبب تأثيرات جانبية محتملة مثل الصداع والدوخة والحساسية لدى بعض الأشخاص، بالإضافة إلى ذلك، يعتبر الملح الصيني مصدرًا عاليًا للصوديوم، والذي إذا تناول بكميات كبيرة قد يسبب زيادة ضغط الدم وزيادة خطر الأمراض المزمنة، لذا، يفضل أخذ الحيطة والحذر عند استهلاك الملح الصيني وتناوله بكميات معتدلة.

 

المصادر: 

https://www.healthline.com/nutrition/msg-good-or-bad

https://naomedical.com/info/health-benefits-msg-chinese-food.html

https://www.eatingwell.com/article/283965/the-msg-myth-are-there-really-side-effects/

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
This site is registered on wpml.org as a development site.