التغذية

القوة الغذائية لحليب اللّبأ – فوائده وسلبياته

مُقدمة

إن حليب اللّبأ، الذي غالباً ما يُشار إليه باسم “الذهب السائل”، هو أول حليب تُنتجه الثدييات، بما في ذلك البشر، بعد وقت قصير من الولادة، وهو مادة رائعة مليئة بالعناصر الغذائية الأساسية ومُركّبات تعزيز المناعة. في هذه المقالة الشاملة، سوف نتعمق في التغذية والفوائد والسلبيات المُحتملة لحليب اللّبأ.

 

القيمة الغذائية لحليب اللّبأ

حليب اللّبأ هو سائل غني بالمُغذّيات يُزوّد المولود الجديد بالمُكوّنات الأساسية للنُّمو وتطوُّر جهاز المناعة. وفيما يلي شرح مُفصّل للمُكوّنات الغذائية الرئيسية الموجودة في حليب اللّبأ:

– البروتينات: إن حليب اللّبأ غني بالبروتينات، بما في ذلك الغلوبولين المناعي (الأجسام المضادة)، واللاكتوفيرين، وعناصر النُّمو المُختلِفة، وتلعب هذه البروتينات دوراً هاماً في تدعيم وظيفة المناعة والنُّمو والتّطور الكُلّي.

– الكربوهيدرات: يحتوي على مُستويات أقل من الكربوهيدرات مُقارنة بالحليب، وتشمل الكربوهيدرات الموجودة في حليب اللّبأ اللّاكتوز، الذي يُوفّر مصدراً للطاقة لحديثي الولادة.

– الدُّهون: يحتوي حليب اللّبأ على نسبة دُهون مُنخفضة نسبياً، وهو أمر ضروري لنُمو الجهاز الهضمي عند الأطفال حديثي الولادة، كما يحتوي على أحماض دُهنية مُختلفة، بما في ذلك حمض الدوكوساهيكسانويك (DHA) الذي يدعم نُمو الدّماغ.

– الفيتامينات والمعادِن: يُعد حليب اللّبأ مصدراً للفيتامينات والمعادِن، بما في ذلك فيتامين أ، وفيتامين د، وفيتامين ك، والكالسيوم، والمغنيسيوم، والتي تُعتبر ضرورية لصحة العظام والنُّمو العام.

– عوامل النُّمو: تعمل عوامل النُّمو الموجودة في حليب اللّبأ، مثل عوامل النُّمو الشبيهة بالأنسولين (IGFs) وعوامل النُّمو التحويلية (TGFs) على تعزيز نُمو الأنسجة وإصلاحها وتجديدها.

– الغلوبولين المناعي: إن الغلوبولين المناعي وتحديداً الفئة أ (IgA) والفئة م (IgM) والفئة ج (IgG)، هي أجسام مُضادّة تُساعِد على حماية المولود الجديد من العدوى، إذ يحتوي حليب اللّبأ على تركيز أعلى من هذه الأجسام المضادة مُقارنة بالحليب.

 

فوائد حليب اللّبأ

– تعزيز المناعة: من أهم فوائد حليب اللّبأ قُدرته على تعزيز جهاز المَناعة عند الأطفال حديثي الولادة، حيث تُساعِد المُستويات العالية من الغلوبولين المناعي والأجسام المُضادّة على حماية الرّضيع من مجموعة واسعة من الالتهابات.

– تعزيز صحة الجهاز الهضمي: يحتوي حليب اللّبأ على عوامل النُّمو والمُركّبات النّشِطة بيولوجياً التي تدعم تطوُّر الجهاز الهضمي للرّضيع، فهو يُساعِد على نُضوج بِطانة الأمعاء، مما يجعلها أكثر مُقاومة لمُسبّبات الأمراض الضارّة.

– يُحفِّز النمو: تلعب عوامل النُّمو الموجودة في حليب اللّبأ، مثل عوامل النُّمو الشبيهة بالأنسولين (IGFs)، دوراّ هاماً في تعزيز نُمو الأنسجة وتطوّرها، وهذا مُهِم بشكلٍ خاص للنُّمو الشامل لحديثي الولادة.

– يحتوي خصائص مُضادّة للالتهابات: يحتوي حليب اللّبأ على مُركّبات مُضادّة للالتهابات، بما في ذلك اللاكتوفيرين والسيتوكينات، والتي يُمكِن أن تُساعِد في تقليل الالتهاب ودعم عملية الشِّفاء.

– يُعزّز الوظيفة الإدراكية: إن وجود الأحماض الدهنية الأساسية مثل حمض الدوكوساهيكسانويك (DHA) في حليب اللّبأ مُفيد لنُمو الدّماغ والوظيفة الإدراكية عند الأطفال حديثي الولادة.

– يُسرّع شفاء الجُروح: يمكن لعوامل النُّمو الموجودة في حليب اللّبأ أن تُسرّع عملية شفاء الأنسِجة المُختلفة، بما في ذلك الجلد والعضلات.

– إمكانية تعزيز صحة البالغين: تُشير بعض الأبحاث إلى أن حليب اللّبأ قد يكون له فوائد صحية مُحتمَلة للبالغين، بما في ذلك دعم الجهاز المناعي وتحسين أداء التمارين الرياضية، غير أنه لا تزال هناك حاجة إلى مزيد من البُحوث في هذا المجال.

 

سلبيات حليب اللّبأ

في حين أن حليب اللّبأ هو بلا شك مادة قيّمة، إلا أن له بعض الجوانب السلبية والاعتبارات التي يجب أخذها بعين الاعتبار كما يلي:

– كمّيته المحدودة: يتم إنتاج حليب اللّبأ لفترة قصيرة، عادة لمدة أيام قليلة من الولادة، ثم يُصبِح بعد ذلك حليباً ناضجاً، ويعني هذا أن كمّيته محدودة وأن الرّضيع يجب أن يحصل عليه خلال الأيام الأولى المُهِمّة من حياته.

– حليب اللّبأ ليس مناسباً للجميع: إن حليب اللّبأ مُركّب خصيصاً لتغذية حديثي الولادة وقد لا يكون مُناسِباً للأشخاص الذين يُعانون من حالات مرضية مُعيّنة أو حساسيّة، لذا من الضروري استشارة أخصّائي الرعاية الصحية قبل التفكير في تناول مُكمّلات حليب اللّبأ  للبالغين.

– ينطوي على مخاوف تتعلّق بالسّلامة: في حين أن حليب اللّبأ آمن بشكل عام للرُّضع، إلا أن هناك خطر مُحتمل لنقل العدوى من الأم إلى الرضيع من خلال حليب اللّبأ، لذا قد تحتاج الأُمّهات المُصابات ببعض الأمراض المُعدِية إلى تجنُّب الرضاعة الطبيعية.

– التكلفة: إن مُكمّلات حليب اللّبأ، وخاصة تلك التي يتم تسويقها للبالغين، يُمكِن أن تكون باهظة الثمن، ومن المُهِم البحث واختيار المُنتجات ذات السمعة الجيدة إذا كُنت تُفكِّر في تناول المُكمّلات الغذائية.

– محدودية الأبحاث: في حين أن هناك أبحاث عديدة حول فوائد حليب اللّبأ للأطفال حديثي الولادة، إلا أن الأدلة العلمية على فوائده لدى البالغين لا تزال محدودة، ولا تزال هناك حاجة إلى مزيد من البحث لإثبات فعاليته لمختلف الحالات المرضية.

 

الخُلاصة

إن حليب اللّبأ هو مادة رائعة تُوفر فوائد عديدة للأطفال حديثي الولادة، بما في ذلك دعم المناعة، وتعزيز النُّمو، وصحة الجهاز الهضمي. إن تركيبته الفريدة من البروتينات والأجسام المُضادّة وعوامل النُّمو والمواد المُغذّية الأساسية تجعله مَورِداً لا يُقدّر بثمن خلال الأيام الأولى من حياة الإنسان. ومع ذلك، من الضروري أن نُدرِك أن حليب اللّبأ مُصمّم خصيصاً للرُّضّع، وعلى الرغم من وجود بعض الاهتمام بفوائده المحتملة للبالغين، إلا أن هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لتحديد فعاليته. كما هو الحال مع أي قرار متعلق بالصحة، فمن المستحسن استشارة أخصّائي الرعاية الصحية قبل التفكير في تناول مُكمّلات حليب اللّبأ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
This site is registered on wpml.org as a development site.